الحاج اليزيد ، أكبر مترشح يجتاز امتحانات البكالوريا لهذا الموسم 2010/2011 بتيزنيت، يتجاوز عمره 48 سنة، اختار اجتياز الامتحان في شعبة العلوم الشرعية الأصيلة بثانوية الحسن الثاني، متحديا كل الظروف و متجاوزا كل الأفكار التقليدية و الرجعية. يقول ل "تيزبريس" بعد أن أنهى اختبار مادة الاجتماعيات صبيحة أمس السبت 25 يونيو 2011: «منذ سنة 1982 لم أترشح لنيل شهادة البكالوريا، ثم سنة 2001 وهذه السنة قررت اجتياز الامتحان نظرا للقيمة العلمية للشهادة من جهة... و لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم مهما كان عمره من جهة أخرى»، يضيف باسما: «كنت ألاحظ نظرات الفضول و الاستغراب في عيون بعض الطلبة و حتى بعض الأساتذة الذين يحرسوننا، لكن لم أبالي بكل هذه العوائق النفسية و الاجتماعية و الثقافية لأنني أؤمن بأنه ما يزال أمامي مستقبل زاهر، فبلادنا بحاجة إلى كل رجالاتها، حتى أعطي رسالة إيجابية لأبنائي من الطالبات و الطلبة التيزنيتيين، لحثهم على الاجتهاد و التحصيل». وأمام أبواب جل ثانويات تيزنيت، تجمهر أمهات و آباء بعض الطلبة و التلاميذ، متربصين بكل حركة تصدر من وراء الأبواب الحديدية التي تفصلهم عن فلذات أكبادهم، يستفسرون كل من غادر الفصل عن الأسئلة وكيف جرى الامتحان، وما إن كانت في المتناول و هل هي في بداية المقرر أم نهايته، يوزعون «الدعوات بالنجاح» يمينا ويسارا، ويتمنون التوفيق للجميع، ويشجعون من تعثر في الإجابة. وحدهم التلاميذ الذين تعلو محياهم ابتسامة خفيفة وهم يغادرون بوابة الثانوية، من يعيدون الحياة إلى عشرات الأمهات اللواتي اصطففن أمام بوابة ثانوية المسيرة. «الحمد لله، مر الامتحان في ظروف عادية، وحتى الأسئلة كانت في مجملها في المتناول»، تشرح مريم لقريبتها ووالدتها، مؤكدة لمن تحلق حولها من النسوة أن «الامتحان ما كانش صعيب». الارتياح ذاته سجل على محيا عدد من تلاميذ شعبة العلوم الفزيائية، فيما استحسن تلاميذ الشعبة الأدبية أسئلة مادة العربية، التي كانت سهلة، ومركزة في تعبير إنشائي وأسئلة حول المؤلفات.