بدؤوا وقفتهم بالنشيد الوطني جهرا، وختموها قرابة الساعة الخامسة بقراءة الفاتحة رافعين أكفهم تضرعا "وترحما على المجلس النيابي للجماعات السلالية" بعدما سبق أن فوت 240 هكتار من الأراضي لمؤسسة العمران وتستعد لإنشاء تجزئات سكنية فوقها" . حوالي 120 محتج كانوا في الموعد المحدد أمام مقر جماعة سيدي بيبي " هذا عار هذا عار....أرض اجدودنا في خطر " وشعار " العمران سير فحالك ....الأرض ماشي ديالك "شعاران من بين شعارات أخرى علت بها حناجر الغاضبين المصطفين على الشارع رافعين الأعلام والوطنية والرايات، وفي كلمته جدد الحسين رئيس جمعية الأصالة للدفاع عن أراضي الأجداد تحذيره " من مغبة المغامرة بتقديم المشروع للتدشين الملكي" مؤكداأن هذه الأرض مازالت عديد من ملفاتها أمام القضاء الإداري، إلى جانب دعوى الزور رفعتها جمعية الأصالة ضد المسؤولين والمجلس النيابي تتهمهم بتزوير توقيعات نواب لم يحضروا لاجتماع تفويت الأرض لمؤسسة العمران يوم 21 فبراير من سنة 2008 . واعتبر الوالي أن الواقعة أكدها نائبان هم الحسين أزاييم وبنداود الحسين إثر استجوابهم من مفوضين قضائيين منتدبين من طرف رئيس المحكمة الإدارية بأكادير أكدوا عدم حضورهم للاجتماع الذي تم بموجبه التفويت، ومن جانبه أكد مصدر مقرب من العمران أن المجلس النيابي لم يدافع عند توقيعه شروطا تمنح ضحايا المشروع نسبا مائوية تعود إليهم من الحصة التي تسلمتها وزارة الداخلية نظير 240 هكتار من الأراضي التي يعتبرها المسؤولون جماعية. ففي مناطق عديدة تشرف الماجلس النيلبة على ضمان نسبة مهمة لذوي الحقوق بخلاف حالة سيدي بيبي الذي آلت حصته كاملة إلى وزارة الداخلية. وقد بذلت عمالة إقليم اشتوكة أيت باها خلال اليومين الماضيين جهودا كبيرة لإطفاء غضب الوقفة، فلم تتمكن من ثني جمعية الأصالة عن الخروج والاحتجاج غير أنها تمكنت من انتشال لجنة حوار باسم المتضررين المباشرين من تجزئة العمران وعددهم 32 أسرة من ذوي الحقوق، اجتمع بلجنة ممثلة لهم عامل إقليم اشتوكة أيت باها الجديد ووعد ببحث سبل تعويضهم، كما طمأن اللجنة بأن المشكل سيجد طريقه إلى الحل في غضون الثلاثة أشهر المقبلة. المحتجون أحاطوا من خلال شكلهم الاحتجاجي جلالة الملك علما أن الأرض " متنازع عليها قضائيا" وأنهم يتوفرون على لفيف مسجل تحت عدد 842 ص 491 ، ووثيقة تملك منحها بخط يده " جده السلطان المولى اسماعي" منح بموجبها الأرض لأجدادهم. يبدأ عقد السلطان مخطوطه بقوله " اشتروا بحمد الله وقوته أعيان قبيلة بني اعميرة من البائع لهم سيدنا نصره الله أمير المؤمنين سيدنا ومولانا إسماعي أيده الله جميع بلادتهم وأمرهم بالحوز فيها والحيازة بحضور أعيان هشتوكة في مسجد الكبير بردانة..." ثم تتدرج الوثيقة فتذكر جميع الأسر التي بموجب العقد السلطاني انتقلت إليها الأرض. إدريس النجار - الأحداث المغربية تصوير إبراهيم فاضل