مخيمات الذل والعار على كف عفريت. والمواطنون الصحراويون هناك لا يتوقفون على الإحتجاجات والتظاهر أمام مراكز المسؤولين ، وخاصة بعدما انطلقت الآلة العسكرية والأمنية لتمارس موجة من الإرهاب والإعتقالات والاستنطاقات في صفوف المواطنين بحيث لم يسلم من هذا الفعل الإجرامي حتى الأطفال. بعدما أصبح الكل يؤيد المشروع الملكي،بحيث تحولت جدران هذه المخيمات إلى لافتات للتعبير والإعتراف بأن المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي هو الحل الواقعي والمنطقي لإنهاء هذا الصراع المفتعل. وفي آخر المستجادات الواردة من جحيم حمادة تندوف، فقد علمنا مؤخرا بناء على مصادر من داخل المخيمات ،أن العديد من الصحراويين اللاجئين بكل أطيافهم و المنتمين لمختلف شرائح و قبيلة الرقيبات، المسنودين بإخوانهم من باقي القبائل ،يجمعون شتاتهم ويوحدون صفوفهم و يستعدون للإلتحاق بمصطفى سلمى في منطقة نائية قرب لمهيريز بناء على الدعاية التي أطلقتها البوليزاريو والتي مفادها أن مصطفى ولد سلمى قد أطلق صراحه،فهو فقط ممنوع من دخول المخيمات و الإقتراب من الولايات الوهمية في تندوف. إن هذه الجموع من المواطنين الصحراويين قرروا تفنيد هذا الإدعاء، والإلتحاق بمصطفى ولد سلمى وحمايته للعودة إلى اهله وذويه نمتحدين في ذلك كل القوانين وجبروت الطغمة الحاكمة. وبناء على هذه التطورات الأخير ة فإن ملشيات البوليساريو و قوات الأمن الجزائرية، و العديد من قيادي الجبهة يعقدون مع ضباط للمخابرات العسكرية الجزائرية اجتماعات طارئة لتدارس الوضع ، وقد حاولوا إشراك العديد من شيوخ القبائل لضبط الأمور وإعادة الأمن داخل المخيمات غير أنهم( الشيوخ) رفضوا تلبية الدعوة. و في خضم هذه الأحداث المتسارعة و التي تنذر بانفجار خطير للوضع، ليس داخل المخيمات فحسب و لكن في كامل تراب ولاية تندوف، فقد انتشرت قوات كبيرة من الشرطة و الدرك الجزائريين مدعومة بأفراد من مليشيات البوليساريو، على مداخل المخيمات و كذا عند ملتقيات الطرق ليبقى الوضع في الساعات القادمة مفتوحا على كل الاحتمالات.