أطلق فاعلون جمعويون، ومهتمون بعلم الآثار، حملة في الموقع الإلكتروني "فايسبوك" من أجل "إنقاذ الموقع الأثري ليكسوس"، في مدينة العرائش، أطلقوا عليها "ما تقيسش ليكسوس". وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن الحملة جاءت بعد إطلاق وزارة الثقافة، عبر مديريتها بجهة طنجةتطوان، أشغالا لتهيئة الموقع، لإقامة إدارة ومتحف وسكن لمحافظ ليكسوس داخل الموقع التاريخي. ويرى قادة الحملة أن هذا العمل يسيء إلى الموقع ويشوه معالمه التاريخية، لأنه، حسب عبد القادر السبيطي، أستاذ باحت وعضو مجموعة "ما تقيسش ليكسوس"، لا ينسجم مع أركيولوجيته التاريخية، ويضر بالتنوع الإيكولوجي وبالفضاء الطبيعي، نتيجة الزحف العمراني والتمدن على الموقع. وقال السبيطي: "إن المجموعة تريد معرفة تفاصيل هذا المشروع، الذي تسهر على إنجازه وزارة الثقافة، لأن هذا مناف لاتفاقية اليونسكو، التي تقضي بحماية المواقع التاريخية، التي تعتبر إرثا إنسانيا"، وأضاف "نعتقد أن هذا المشروع سيشوه التنوع البيئي والإيكولوجي والجمالي للموقع". ومنذ إعلان بداية الأشغال في الموقع الأثري ليكسوس، مازال المجتمع المدني في العرائش يتفاعل بكل أشكال الاحتجاج مع الموضوع، وعبر أعضاء حركة "ما تقيسش ليكسوس" عن مخاوفهم من "تشويه الموقع، الذي يمكن أن يضاف إلى مسلسل سوء تأهيل مدينة العرائش". وطالبت المجموعة ب"إنقاذ ما تبقى من التراث المعماري والطبيعي لمدينة العرائش، والبحث عن صيغ عملية وجادة لإيجاد مخارج ومقترحات بديلة، وإثارة الانتباه إلى خطورة تشويه المواقع التاريخية والأثرية، من خلال الاتصال بالمسؤولين، ومراسلة منظمة اليونسكو ومنسقيها بالمغرب وإسبانيا، ومراسلة الصحافة الوطنية والأجنبية، وإنجاز أشرطة مصورة ومكتوبات، وعقد لقاءات للتعريف بالموقع، وما يتعرض له من تشويه". وخصصت مجموعة "ما تقيسش ليكسوس"، يوم الأحد الماضي للموقع، من أجل تعميق النقاش حول الموضوع، وتهيئ مائدة مستديرة مقترح عقدها في شتنبر المقبل، لتقديم مقترحات وإضافات حول جدول العمل المقترح، والتحسيس بأهمية موقع ليكسوس التاريخية والإيكولوجية، وبمشروع وزارة الثقافة لتأهيل الموقع.