طالب رئيس الشرطة القضائية محمد النجاعي بضرورة التفاعل وبذل المزيد من الجهود ومؤازرة الجهات ذات العلاقة لمحاصرة الجريمة والحد منها وحصرها في أضيق نطاق , وأشار إلى أن الجهود العظيمة التي يبذلها رجال الأمن من عناصر الشرطة القضائية والاستعلامات العامة وعناصر المرور بما فيها الأمن الحضري لن تجدي وحدها ما لم يكن هناك تعاون ملموس من فئات المجتمع , لأن العوامل المؤيدة لوقوع الجرائم لا يمكن اختصارها أو تحديدها في مكان ما. ولكن تبقى عوامل متاحة أمامنا وهي في محيطنا ويمكن أن نعالجها بطرق علمية مقننة من شأنها الحد من الجريمة , فلابد أن نعترف جميعاً أن دور المواطن ضعيف في التوعية الأمنية ويحتاج إلى الكثير من التثقيف لإعداد الجيل الذي يشارك بحسه الأمني في الحد من مستوى ارتفاع الجرائم , ومهما بلغت قدرة الأجهزة الأمنية، فانه لا يمكن تحقيق إستراتيجيتها دون تعاون المواطن , لأن الحالة التي عشناها بشهر يونيو الجاري والتي تجسدت في قتل شرطي على مستوى شارع خالد بن الوليد من طرف مجهول الهوية قبل أن نعثر على الجاني كان سبب التعرف عليه مواطنة تحمل الجنسية المغربية وغيورة على بلدها وأمنها وكانت عبارة عن دليل بالنسبة لهذا الجهاز الذي سهر الليالي الطوال من أجل فك لغز هذه الجريمة. وبعدما قامت الشرطة القضائية كعادتها بحملة تنشيطية بأرجاء المدينة أعرضت كل من هو مبحوث عنه على أنظار هذه الفتاة التي كانت صحبة أبيها وفي جو يسوده الهدوء التام تمكنت هذه الأخيرة من إلقاء نظرة على أزيد من ثلاثين شخص وهي تصيح وسط المديرية الإقليمية للأمن بأنها تعرفت على الجاني بملامحه إلا أن الجاني حسب ما أفادنا به مصدرنا أنه يعاني من أمراض عقيلة وهو يصيح قائلا " أخرجوني من هنا ولن أكرر الفعل ثانية ". فكل متتبع للشأن المحلي يعرف أن نوع الجرائم التي تقع داخل النفوذ الحضري لا يعود مصدرها لانعدام الأمن لأننا نلاحظ كمتتبعين مدى الجهود التي يبدلها المراقب العام بمعية رئيس الشرطة القضائية ميدانيا ولكن نتيجة عوامل كثيرة من أهمها المخدرات والبطالة وقلة الوازع الديني والتفكك الأسري والحالات النفسية مما يساعد على ارتكاب مثل هذه الجرائم. وهذا التحليل الذي نقدمه اليوم للقارئ يستنبط منه العبرة التي نضربها ونقوم بتوعية شرائح هذا المجتمع الذي يخرب نفسه بيده , فليس من المبالغة في شيء الإقرار بأن الجهاز الأمني المحلي والإقليمي مهما بلغت إمكاناته البشرية والمادية لن ينهض بأعباء الرسالة الملقاة على عاتقه بالشكل الأمثل والأعلى دون أن تكون هناك علاقة مميزة تربطه بالمواطن الذي يقوم على خدمته , ويستطيع رجل الأمن أن يدرك بسهولة أن العلاقة القائمة حالياً بين الأجهزة الأمنية وأفراد المجتمع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل. ومع ذلك فإنها ليست كما ينبغي, وأشار مصدرنا إلى انه كثيراً ما يلاحظ بأن بعض المواطنين مازالوا يحجمون عن التعاون مع هذه الأجهزة كما أن بعض رجال الأمن مازالوا يقترفون من الأخطاء أثناء العمل اليومي الشيء الكثير الذي يؤثر سلباً على صورة رجل الأمن في أذهان المواطنين, فحينما تعرض رجل الأمن للقتل في الشارع المشار إليه أعلاه أثناء مزاولة مهامه وبعد وصول الشرطة العلمية لعين المكان تفاجئ الجميع للبصمات الموجودة على المدية والتي تعود لعميد شرطة التي حملها بيده الشيء الذي جعل الأمور تتعقد كليا لولا الحملة التطهيرية التي قادها محمد النجاعي رئيس الشرطة القضائية بامتياز والذي كان يعاني بألم شديد على عنقه , ورغم ذلك تحدى ألمه كي يعثر على الجاني الذي يعاني من أمراض نفسية وحماقة لا مثيل لها وذلك في ظرف وجيز حسب المصادر , فتعازينا لأسرة الفقيد ولأسرة المديرية العامة للأمن الوطني وإنا لله وإنا له راجعون . [email protected]