في سياق تفعيل توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده الذي يولي عناية خاصة لقضايا حقوق الإنسان و قيم المواطنة و ترسيخ مبادئ التربية على السلوك المدني ، و استحضارا لخلاصات الندوة الوطنية التي نظمها المجلس الأعلى للتعليم حول موضوع " المدرسة و السلوك المدني " وماترتب عن تلك الندوة من توصيات مهمة من شأنها أن تعطي دفعة نوعية لتنمية السلوك المدني في المدرسة المغربية . و تفعيلا لاتفاقة الشراكة و التعاون المبرمة بين المركز المغربي للتربية المدنية ووزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي ، و إسهاما في تفعيل أجرأة مضامين البرنامج الإستعجالي نظم المركز المغربي للتربية المدنية بتعاون مع جامعة ماريبيل بولاية ميسوري بالولاياتالمتحدةالأمريكية و الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجة تطوان و بتنسيق مع نيابة طنجة أصيلة بفضاءات ثانوية مولاي يوسف التقنية الملتقى الجهوي لتفعيل منهاج مبادرة الشراكة للتربية المدنية أيام الإثنين و الثلاثاء 24 و 25 ماي 2010 و قد شارك في الملتقى 50 أستاذة و أستاذا ، و قد انعقدت الجلسة الإفتتاحية يوم الإثنين ابتداء من الساعة العاشرة صباحا ترأسها السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة بحضور النائب الإقليمي لنيابة طنجة أصيلة ، و بعد كلمة الترحيب و الشكر التي تقدم بها الدكتور عماد العربي مدير المركز المغربي للتربية المدنية إلى كل من مدير الأكاديمية و النائب الإقليمي و مدير ثانوية مولاي يوسف التقنية و كافة الأطر بنيابة طنجة أصيلة التي كانت فاعلة و ساهمت في تنظيم هذا الملتقى ، و أكد الدكتور عماد العربي على أن المركز يهدف إلى تنمية السلوك المدني و التربية على المواطنة و في هذا الصدد تم تنظيم عدة دورات تكوينية لفائدة الأساتذة و الطلبة الأساتذة و طلبة الجامعات ، و اعتبر أن التربية على القيم واكتساب الثقافة الديمقراطية تتطلب مجهودات واعتماد طرق بيداغوجية تفاعلية و حوارية، ووضع صيغ ملائمة ثم تليها مرحلة مواكبة و تقويم تنمية السلوك المدني لدى المستهذفين و قياس الأثر لديهم . و في كلمة توجيهية للسيد مدير الأكاديمية الجهوية الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة أكد على أن هذا الملتقى هو محطة من المحطات المهمة للتفكير وابتكار العدة التربوية التي تمكن من جعل قيم المواطنة و التربية على حقوق الإنسان والتربية على الديمقراطية وسيلة لممارسة المسؤوليات داخل المؤسسات التعليمية حيث الوعي بالحقوق و الإلتزام بالواجبات ، و أضاف أن المدرسة تعتبر فضاء ملائما للتدريب على ممارسة المسؤوليات و لذلك يتطلب الأمر ابتكار آليات ووسائل لتمكين المدرسين من اكتسابها و تمريرها للتلاميذ . و التربية المدنية يجب أن تنطلق من سن مبكر خلال مرحلة التعليم الأولي و الإبتدائي حتى يترسخ لدى التلاميذ السلوك المدني الصحيح ، و دعى إلى فتح أسوار المدرسة لكي تحتضن من طرف الأسرة و المجتمع ، حيث تتوطد العلاقة بين المدرسة و المحيط ، و ختم بالتاكيد على أن التربية المدنية أصبحت مطلبا ملحا لتكون المدرسة فضاء للتربية و التعليم. بدوره ، أشاد النائب الإقليمي الدكتور سعيد بودرا بهذه المبادرة التي تأتي في خضم تنفيذ مشاريع البرنامج الإستعجالي الذي يروم الإرتقاء بالمدرسة المغربية و الحد من الهذر المدرسي و تنمية السلوك المدني ، و أشار أن نيابة طنجة أصيلة تحتضن هدا الملتقى الذي له طبيعة التكوين والذي يروم الرفع من كفاءات المدرسين لتحسين جودة التعلمات . و أشاد نائب رئيس جامعة ماريفيل الأمريكية و رئيس الإلتزام المدني و الديمقراطية السيد آلدن غرادوك بجودة التعاون بين المغرب و الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال التربية المدنية ، و اكد على أن الهدف من هذا الملتقى هو تقاسم و تبادل التجارب من خلال الشراكات ، و أضاف أنه و الباحثين المرافقين له يسعدهم التعرف على المغرب و ثقافته و تجاربه مؤكدا أن الشعوب تتشابه أكثر مما تختلف ، و الإختلافات تكون هامشية و نحن هنا للعمل و التفكير في أوجه التشابه و القواسم المشتركة لأجل إيجاد مستقبل للأجيال الشابة و حياة أفضل ، و الحل الأمثل هو نشر المبادئ الديمقراطية على المستوى الفردي و الجماعي و الحكومات .