تدور في الساحة الفلسطينية، وفي الكثير من الدول العربية والاسلامية، نقاشات وحوارات تتضمن زيارة الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية لمدينة بيت المقدس، وهل هذه الزيارات، لمدينة بيت المقدس والمقدسات، فيما لو تمت من قبل المواطن العربي او المسلم في ظل الاحتلال الصهيوني، تصب في المصلحة الفلسطينية ام لا؟؟؟؟ وبمعنى آخر، هل مثل هذه الزيارات تعتبر تطبيعا مع العدو الصهيوني؟؟؟؟؟ خاصة، اذا علمنا ان الزيارة لا يمكن ان تتم، الا عبر (فيزا) صهيونية، يحصل عليها المواطن العربي أوالمسلم، عبر السفارات الصهيونية. البعض مؤيد لمثل هذه الزيارات، والبعض الآخر يرفضها، حتى داخل الأراضي الفلسطينية، هناك من يرفضها وهناك من يشجعها، وكذلك على المستوى العربي والاسلامي، من يؤيد مثل هذه الزيارات، ولا يعتبرها تطبيعا مع العدو الصهيوني، ويعتقد ان مثل هذه الزيارات، تعطي الزائر انطباعا عن معاناة المواطن الفلسطيني المقدسي تحت الاحتلال، كما ان المواطن الزائر، مضطر للصرف على المبيت والشراء من طعام وشراب وهدايا مقدسية، ويهذا يعمل على زيادة الحركة التجارية في اسواق المدينة، والتي تعاني من الركود والكساد التجاري، وبذلك فان مثل هذه الزيارات تزيد من مبيعات ودخل المواطن المقدسي، والذي يعاني الأمرين من كساد تجاري، ومن ظلم الاحتلال وضرائبه الباهظة. كما أن مثل هذه الزيارات، تعمل على تدعيم المواطن المقدسي، نفسيا ودعم صموده سياسيا، كما تجعل الزائر ان يتعلق بمعالم القدس التاريخية واحياؤها وبلداتها وطبيعة سكانها، وسيظل تاريخها وذكرياته عنها في عقله وتفكيره، وستتعمل ذكراها في عقله وقلبه على تمسكه بها كمواطن عربي ومسلم، وستظل زيارته لها خالدة في نفسه الى الأبد، وسيبقى يتعاطف ويؤيد ويدعم حق الشعب الفلسطيني في ملكيته لهذه المقدسات، وسيقف ضد الاحتلال الصهيوني لها، ومقارعته في كل اماكن تواجده، كما يمكن للزائر من اقامة علاقات صداقة وود مع اسر مقدسية، والتواصل معها، ودعمهم ماديا ومن كافة النواحي وخلافه، اذا ارتأى ذلك، ومثل هذه الزيارات بشكل عام، تنشط الحركة السياحية في المدينة، فيما يتعلق بالفنادق والمطاعم ومحلات التحف الشرقية، والصناعات الفلسطينية الخفيفة وخلافه، ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، عدم تعامل الزائر مع المحلات الصهيونية، ويتجنبها ما امكنه ذلك، وتعتبر زيارة الأماكن المقدسة كالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك وغيرها من الأماكن الاسلامية بالنسبة للزائر المسلم، من اساسيات استكمال مناسك الحج، وان لم تكن فريضة. وكذلك، فان زيارة الأماكن الدينية المسيحية لأخواننا المسيحيون تعتبر من اساسيات الدين المسيحي، كفريضة الحج لهم في زيارتهم لكنيسة القيامة وغيرها من الأمكنة المسيحي المهمة. ان مثل هذه الزيارات باعتقادي الشخصي وتواصلها تعطي الانطباع للعدو الصهيوني بأهمية الحرم القدسي، والاماكن الدينية الأخرى لدى كافة العرب والمسلمين، وانهم لن يتخلوا عنها، وانها من اساسيات معتقداتهم وشعائرهم الدينية، ولن يتخلوا عنها طال الزمن او قصر. اما من يرفض مثل هذه الزيارت وتواصلها في ظل الاحتلال الصهيوني لها، فهو يعتبرها قبولا بالأمر الواقع للاحتلال الصهيوني، وواقع الاحتلال لها وللمدينة المقدسة بشكل عام، فهم يعتبرون مثل هذا الأمر، نوع من التطبيع مع العدو الصهيوني، والاعتراف باحتلاله لها وبسيادته على القدس والأماكن المقدسة لها. هناك من رجالات الدين الاسلامي والمسيحي، من يؤيد ومن يعارض مثل هذه الزيارة لمدينة بيت المقدس، وللأماكن المقدسة بها، فالبابا شنودة، يايا الطائفة القبطية في مصر، عارض وبشدة، منذ زمن بعيد جدا، زيارة الأقباط المصريين لكنيسة القيامة في مدينة بيت المقدس ولكنسية المهد في مدينة بيت لحم، في ظل وجود الاحتلال الصهيوني للأراضي المقدسة، ورفض اخض الأقباط المصريين لأي تاشيرات دخول اسرائيلية اعترافا منه بان هذه المقدسات فلسطينية وعربية وليست صهيونية، وان التماس اخذ تاشيرات دخول لها من قبل اليهود الصهاينة، لا يخدم القضية الففلسطينية، بل يقول بان هذا اعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني، وما زال موقف البابا شنودة حتى يومنا هذا مصر على موقفه ورافضا زيارة الأقباط المسيحيين لهذه المقدسات. كذلك، هناك الكثير من شيوخ المسلمين في القدس، وفي الأراضي الفلسطينية بصفة عامة، ومن المواطنين الفلسطينيين، من يرفض ومنهم من يقبل بزيارة المسلمين والعرب للأراضي الفلسطينية، ومدينة بيت المقدس والحرم القدسي الشريف، وحقيقة، لولا زيارة اهلنا الفلسطينيون في اراضينا المحتلة في العام 1948م لمدينة بيت المقدس، وما بها من مقدسات، لكان اهل القدس، يعيشون الآن الفقر المقذع بعينه، لكن مثل هذه الزيارات، والتي كانت تتم بالآلاف المؤلفة، خاصة في ايام الجمع، بقيادة الشيخ رائد صلاح، عملت على انتعاش المدينة المقدسة، ولو جزيئا، وساعدت أهلها على التشبث والصمود بها. مع هذا وذك، فان مثل هذه الزيارات، لن تكون البديل الناجح، عن تنمية المدينة المقدسة والأستثمار السياحي بها، وترميم مدارسها ومعاهدها ومستشفياتها والتي اصبحت آيلة للسقوط، ولم يعد استعمالها مجزيا، كذلك، يتطلب الأمر بناء المستشفيات والمباني السكنية والمجمعات التجارية وشق الطرق للقرى والضواحي. اعتقد جازما، ان زيارة مواطني الدول العربية للمدينة المقدسة، ولمعالمها الأثرية، وزيارة المقدسات التي تحويها، سيعمل على احياء المدينة سياحيا وتجاريا واقتصاديا، وزيادة تمسك اهلها بها، وزيادة معنوياتهم والتحسين من نفسياتهم، فأهالي المدينة المقدسة، يعانوا كثيرا من ظلم الاحتلال وبطشه، ومن اجراءاته التعسفية ضدهم، بحيث لا يتحملها انسان على وجه الأرض، فأنتم تسمعون عن الصهيونية وممارساتها واجرامها ضدهم وفي حقهم، عبر الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والاذاعات وغيرها، اما ابناء المدينة المقدسة، فانهم يتلمسونها ويتحسسونها طيلة اربع وعشرين ساعة في اليوم. لنفكر اخواني واخواتي ابناء العروبة من المحيط الى الخليج، وكل من لديهم شرف وضمير وحب لهذه المدينة المقدسة والخالدة، كيف يمكننا مد يد العون لأهلنا في المدينة المقدسة، انهم يستصرخونكم كل يوم، للوقوف معهم والى جانبهم، والشد من ازرهم، والتخفيف من معاناتهم، والتفريج عن كربهم. اما السلطة الفلسطينية، المفروض ان لا يلومها احد وحتى وان كانت مقصرة جدا في هذا المجال، فهي مكبلة باتفاقيات ومساعدات دولية، ولا تستطيع ان تحرك ساكنا بديلا عن القوى الشعبية والجماهيرية، فهي تعيش في ظل موازين قوى مختلة بالكامل، لصالح العدو الصهيوني، ولا تستطيع ان تكون في الساحة لوحدها، امام القوة الصهيونية والمدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، اعتى واقوى قوة دولية في العالم، وتخضع بالكامل سياساتها من قبل اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ان السلطة الفلسطينية لا تستطيع فرض نقل عنوان سكن مواطن فلسطيني في هويته من قرية لخرى او من مدينة لأخرى، وانت عزيزي القاريء على ضوء ذلك يمكنك ان تفهم الأمور على طبيعتها. [email protected]