يعرض حالياً تاريخ مدينة شفشاون ومآثرها المدينة التي ظلت محصنة بجبالها ورجالها من أطماع الأجانب إلى حدود بداية القرن الماضي ولم تُستعمر إلا سنة 1920 ، من طرف الأسبان للبيع بالمزاد العلني، وذلك أمام صمت مطبق للسلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني . وذكرت جريدة "الصحراء المغربية" ان مدينة مولاي علي بن راشد التي عرفت وصول الفاتحين العرب مثل موسى بن نصير الذي بنى مسجدا له بقبيلة بني حسان شمال غربي شفشاون والمغربي طارق بن زياد الذي ما زال مسجد يحمل اسمه بقرية الشرفات تبيع اليوم نفسها بالتقسيط للأجانب بواسطة سماسرة الإنترنت . وبلغ عدد المنازل التي بيعت حتى الشهر الماضي، للفرنسيين والإنجليز والإسبان، حسب منعشين سياحيين بالمدينة حوالي 100 دار كلها توجد داخل أسوار القصبة التي كانت النواة الأولى للمدينة والتي اتخذها مولاي علي بن راشد مقرا لقيادته وثكنة عسكرية من أجل الجهاد ضد البرتغاليين . كما طال البيع مقاه وبيوتا تطُل على ساحة وطا الحمام التي تعتبر أشهر ساحة عمومية بالمدينة العتيقة والتي تحولت من مقر قديم للسوق الأسبوعي إلى ساحة سياحية تعج بالمقاهي والمطاعم . وسرعان ما يسقط السائح الأجنبي الذي يأتي إلى شفشاون للاستمتاع بهدوئها وجمال طبيعتها وسط جبال الريف في حبها فيكرر الزيارة، ثم يبدأ رحلة البحث عن امتلاك بيت بالمدينة تكون وجهته غالبا نحو حي السويقة أو حي الأندلس . وعندما يقتني الأجانب هذه البيوت بمبالغ مهمة تصل في بعض الأحيان إلى 100 مليون سنتيم يقدمون على تغيير ملامحها التاريخية وتحويلها بسرعة إلى دور للضيافة تبدأ بمجرد نهاية الأشغال في استقبال السياح من أوروبا وأمريكا، الأمر الذي يزاحم الفنادق الأربعة المصنفة بالمدينة وينعكس سلبا على مداخليها وعلى العاملين فيها . وتصل قيمة حجز غرفة واحدة بدور الضيافة في شفشاون، التي يوجد أغلبها في ملك الأجانب إلى ما بين 700 و900 درهم لليلية الواحدة وأغلب الحُجوزات تجري بواسطة الإنترنت أو عن طريق وكالات أسفار في أوروبا. وتكاد باقي الفنادق الصغرى غير المصنفة التي يتجاوز عددها 20 وحدة تتخصص في استقبال المغاربة من ذوي الدخل المتوسط وبعض الأجانب غير الميسورين الذين يأتون إلى شفشاون بحثا عن قطعة حشيش ينتشون بتدخينها على مشارف منبع رأس الماء وسط جبال المدينة . والمثير في أمر شفشاون أنها رغم صغر حجمها تتوفر على قرابة 140 جمعية مدَنية أغلبها تعتني بالثقافة والفن والبيئة لو وحّدت جهودها ونسقت فيما بينها لما تجاوز عدد البيوت التاريخية التي بيعت بالمدينة للأجانب رقم المائة.