: سمحت قوات الاحتلال الاسرائيلي الاثنين لجماعات يهودية بالدخول لساحات المسجد الاقصى والتجول فيها ضمن برنامج ما يسمى بالسياحة الاجنبية. وجاء تجول الجماعات الاستيطانية في ساحات الحرم القدسي الشريف الاثنين تحت حراسة شرطة الاحتلال في حين منعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من اهالي القدس الذين تقل اعمارهم عن ال 50 عاما من الدخول للمسجد لأداء الصلاة فيه. وواصلت قوات الاحتلال الاثنين نشر قوات مكثفة في البلدة القديمة من القدس وفي محيط الاقصى لليوم الثاني على التوالي، مانعة الطلاب من الوصول لمدارسهم الواقعة بجوار المسجد. واكدت 'مؤسسة الاقصى للوقف والتراث' ان قوات الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تنتشر بشكل كثيف على مداخل البلدة القديمة في القدس ومحيطها، ولا تسمح الا لاعداد محدودة بدخول البلدة القديمة، كما وتمنع قوات الاحتلال اي تجمع في محيط المسجد الاقصى المبارك او في محيطه القريب . وافادت المؤسسة في بيان صحافي ان 4 مجموعات من المستوطنين قامت صباح الاثنين بالدخول الى الاقصى المبارك عن طريق باب المغاربة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال وقامت قوات الاحتلال بحراسة مئات من السياح الاجانب الذي يدخلون المسجد عن طريق باب المغاربة. واكد شهود عيان للمؤسسة 'ان المستوطنين الذين اقتحموا المسجد المبارك قاموا بجولة في ساحاته، وادوا بعض الشعائر التوراتية والتلمودية'. ومن جهته حذر الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي القضاة الفلسطيني رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من استعدادات يجريها غلاة المتطرفين اليهود في مختلف انحاء العالم لاقتحام المسجد الاقصى يوم السادس عشر من الجاري. وقال التميمي في بيان صحافي الاثنين ان اكثر من 30 منظمة يهودية، تعمل وتنشط في محاولات بناء الهيكل المزعوم، ومن بينها 'معهد الهيكل'، و'الحركة من اجل اقامة الهيكل'، و'قيادة يهودية'، و'السنهدرين'، و'صندوق تراث جبل الهيكل' و'المنظمة من اجل حقوق الانسان في جبل الهيكل' وحركة' امناء جبل الهيكل'، بدأت بنشر اعلانات وملصقات على المواقع الالكترونية تدعو لاقتحام المسجد الاقصى المبارك يوم 16 الجاري واصفين هذا اليوم بانه 'يوم عالمي من اجل بناء الهيكل'. واضاف التميمي، ان المئات من اليهود في مختلف دول العالم وصلوا بالفعل الى اسرائيل وسيشاركون في عملية الاقتحام في التاريخ المذكور، منوها الى ان هذه الجماعات بدات بحملة لجمع التبرعات لاقامة الهيكل المزعوم بدعم من الملياردير اليهودي المتطرف ارفين موسكوفيتش، الذي يمول كافة النشاطات التحضيرية لاقامة 'الهيكل'. وبين التميمي ان المسار التصاعدي للانتهاكات والاعتداءات على المسجد الاقصى المبارك ومواصلة الحفريات اسفله وفي محيطه، واخرها اعلان حكومة الاحتلال الاسرائيلي انها تدرس خطة تجارية تستخدم فيها حائط البراق تقضى بالسماح بتعليق لوحات اعلانية مضيئة لغايات تجارية على الحائط، وهذه الخطة التي وضعها ما يسمى ب مركز 'تراث الحائط الغربي' يعتزم فتح وحدة للمبيعات لتأجير وبيع شواغر اعلانية على الحائط يقاس ثمنها بالحجر الواحد الذي يغطيه الاعلان التجاري. واعتبر التميمي في بيانه ان ما جرى الاحد في المسجد الاقصى من حصار للمعتكفين داخله واقتحامه من قبل الجماعات اليهودية بمساندة من شرطة وجيش الاحتلال بذريعة الاحتفال ب 'عيد المساخر' اليهودي، والاعتداء على المصلين داخله واغلاق بوابات البلدة القديمة وفرض حصار عسكري عليها، هو لقياس ردود الافعال العربية والاسلامية في حال اقدام سلطات الاحتلال على ضمه للائحة 'التراث اليهودي' او تقسيمه على غرار الحرم الابراهيمي الشريف او هدمه. واشار الى ان الاحتلال الاسرائيلي لن يستطيع ان يفرض استسلاما على الشعب الفلسطيني او تفريطا في مقدساته، محملا اياه المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات السافرة ضد المقدسات الاسلامية، باعتبارها خرقا فاضحا للقانون الدولي، واتفاقيات 'جنيف' التي لا تجيز لدولة الاحتلال الاعتداء على المقدسات او تغيير المعالم الدينية والتاريخية في الاراضي التي تحتلها، ومخالفة صريحة للشرائع الالهية ومواثيق حقوق الانسان. ودعا التميمي منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية الى التحرك الجاد على وجه السرعة لتدارك الخطر المحدق بالمسجد الاقصى المبارك ولانقاذه من المؤامرات والاجراءات التي تستهدف تهويده والمساس به والنيل من قدسيته. ومن ناحيته دان المركز الفلسطيني لحقوق الانسان قيام مئات المستوطنين وانصارهم، وتحت حماية العشرات من عناصر قوات الامن الاسرائيلية، باقتحام باحات المسجد الاقصى في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة. ودعا المركز المجتمع الدولي للتحرك الفوري والجاد للعمل على الزام حكومة اسرائيل بوقف اجراءاتها التعسفية بحق المقدسات والمواطنين، واكد ان عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما من استمرار تصرف اسرائيل كدولة فوق القانون وغير خاضعة للمساءلة، يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني. ودعا الاطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة او مجتمعة، تحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام اسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الارض الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الاولى من الاتفاقية. ورأى المركز ان مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع اسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، بما في ذلك الاستمرار في سياسة تهويد مدينة القدسالشرقية. وطالب المركز المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل من اجل اجبار حكومة اسرائيل على وقف جميع افعالها العدوانية في الارض الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، وازالة المستوطنات الاسرائيلية، والتي تشكل جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي الانساني، من تلك الاراضي، واعادة المستوطنين الى اراضيها. وناشد المركز دول الاتحاد الاوروبي بوقف كل اشكال التعامل مع السلع والبضائع الاسرائيلية، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الاسرائيلية المقامة فوق الارض الفلسطينية. ومن جهة اخرى اكدت مصادر اسرائيلية الاثنين ان حارس امن اسرائيليا، اصيب بعيار ناري في عملية اطلاق نار استهدفت جيبا للحراسة في حي سلوان بالقدس. ونقل عن الشرطة الاسرائيلية قولها ان اعيرة نارية اطلقت الليلة قبل الماضية باتجاه سيارة جيب للحراسة قرب منزل يهوناتان (الذي يقطنه مستوطنون في حي سلوان) ما ادى الى اصابة احد الحراس بصورة طفيفة، وتم نقله الى مستشفى شعاريه تصيدق للمعالجة. وتبين ان 6 عيارات نارية اصابت سيارة الجيب. وقامت الشرطة باعمال التمشيط بحثا عن مطلقي النار الذين لاذوا بالفرار. واضافت الشرطة ان خلفية الحادث قومية. كما اكدت مصادر في لجنة حي سلوان، انه سُمع اطلاق نار في الحي، وان قوات كبيرة من الشرطة والجيش هرعت الى المكان، وحاصرت المنطقة.