في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية،نظمت(جمعية منتدى الطفولة)يوم الخميس 18 فبراير 2010، زيارة دراسية للمؤسسة ديوان المظالم بالرباط لفائدة 50 تلميذا وتلميذة وبالمناسبة قدم والي المظالم السيد محمد العراقي شروحات تمحورت حول مهام وطبيعة عمل المؤسسة التي تسعى إلى الحفاظ على العدالة الاجتماعية وإلى تعزيز بناء دولة عصرية حديثة وديمقراطية قائمة على مبادئ وقيم المساواة والعدل والإنصاف، وقد شرعت في ممارسة مهامها بكيفية فعلية بعد مصادقة جلالة الملك محمد السادس على نظامها الداخلي في أواخر شهر ديسمبر 2003 وركز على أهداف المؤسسة التي من أجلها تم إحداث المؤسسة من بينها : التفعيل الأمثل للمفهوم الجديد للسلطة، بما يضمن الحقوق ويصون الحريات على مستوى التشريعات والممارسات الفعلية للسلطات، تدعيم المسيرة الحقوقية التي انخرط فيها المغرب و تمكين المواطنين أفرادا وجماعات من وسيلة غير قضائية للمطالبة برفع ما قد تلحقه بهم الإدارات أو أي هيئة تمارس صلاحيات السلطة العمومية، من ظلم أو تعسف، وحثها على الإلتزام بسيادة القانون والإنصاف. وكما أعطى السيد والي المظالم الإشارة إلى أن تسمية ديوان المظالم بما تتضمنه من حمولة ورمزية ودلالة تاريخية، تعكس عمق وأصالة مؤسسة ديوان المظالم في تاريخ المغرب، مما يعتبر مكسبا وطنيا هاما لا يمكن إغفاله. فقد درج ملوك وسلاطين الدولة العلوية طوال هذا التاريخ في معالجتهم لشكاوى وتظلمات المواطنين على تعيين لوالي المظالم كان يحمل اسم وزير الشكايات للنظر في هذه الشكاوى والتظلمات وذلك من أجل إحقاق الحق ورفع المظالم، ودفاعا عن العدالة والإنصاف في مواجهة أي شطط أو تجاوز أو اعتداء من جانب العمال والولاة أومن قبل أي شخص يتولى منصباً من مناصب السلطة العامة تابعا لنفوذ السلطان وتحت إمرته. وقد جاء في كلمة السيد الوالي بأن إحياء هذه المؤسسة التاريخية العريقة، جاء في إطار التنظيم الحديث للدولة، ووفق مبدإ فصل السلط، لتعمل على تنمية التواصل بين المواطنين والإدارة من أجل مصالحة حقيقية قائمة على احترام ضوابط سيادة القانون، والتقيد بمبادئ العدل والإنصاف. وبهذه المناسبة قام السيد محمد العراقي والي المظالم مشكورا بتوشيح السيد رئيس جمعية منتدى الطفولة وأطرها والتلاميذ بوشاح يحمل رمز المؤسسة كتقدير منه على هذا المجهود الوطني الذي تقوم به الجمعية لخدمة الطفولة المغربية والتي تسعي لتحقيق شعار من "أجل مغرب جدير بأطفاله". ومن جانبه أوضح السيد رئيس (جمعية منتدى الطفولة السيد عبد العالي الرامي)، في تصريح لنا،أن هذا النوع من الزيارات يمكن التلاميذ من التعرف عن قرب على مؤسسات بلادهم الدستورية والتشريعية والثقافية والاجتماعية وفهم طبيعة المهام الموكولة إليها، مشيرا إلى أن الجمعية تشتغل أساسا على التربية على المواطنة التي تعتبر الرهان الأساسي بالنسبة للناشئة وأضاف رئيس الجمعية بأنهم يهدفون من خلال هذه الزيارة إلى إعطاء شحنة قوية لمفهوم المواطنة ليصبح المواطن فاعلا اجتماعيا بشكل إيجابي. وأبرز ، في نفس السياق ، أن العمل الذي تقوم به (جمعية منتدى الطفولة) يمكن إدراجه أيضا ضمن مواكبة التنمية الاجتماعية والسوسيو-ثقافية التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. وذكر بأن هذه الجمعية التي تأسست سنة 1999، أبرمت لحد الآن 18 اتفاقية مع مؤسسات تعليمية، وذلك لاحتضان أنشطة تربوية واجتماعية وثقافية لفائدة التلاميذ والأطر التعليمية.