نفى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية في لقاء له مع يومية المساء نشر يوم الثلاثاء 9 فبراير 2010 أن يكون قد اتهم المعتقلين السياسين الستة، وأنه اكتفى فقط باخبار الرأي العام بحادث اعتقال سياسيين بشبهة التورط في عصابة ارهابية ،وقال في معرض رده على سؤال حول خرقه لقرينة البراءة في ملف المفكر الاسلامي محمد المرواني ومن معه "أنا لم أتهم أحدا ،أنا اكتفيت بالتذكير بأنه تم اعتقال أشخاص سياسيين للاشتباه في تورطهم مع شبكات ارهابية" وأضاف الوزير مستنكرا ومنتقذا هؤلاء الذين نسبوا اليه مالم يقله حسب اعتقاده "هل كان مطلوبا مني أن أقول العكس ،وأن أصرح بأن السلطات الأمنية اعتقلت مجموعة من السياسيين ،وأقول بأنهم أبرياء وتم ظلمهم". اننا لا نطلب منك أيها الوزير أن تبرأ هؤلاء الرجال الستة مما نسب اليهم ،فقد برأهم الرأي العام وطليعته من خلال التضامن الواسع الذي لا زال يتمدد ويتوسع داخليا وخارجيا، ولكننا نسائلك عن المعطيات التي اعتمدت عليها لتوجه اليهم أنت وزميلك أنذاك في الداخلية اتهامات وأحكام حتى قبل أن يبث القضاء في الملف بل انه كان لا زال في مرحلته التمهيدية ،وأنكما بذالك تكونان قد خرقتما مبادئ يعاقب عليها القانون . واذا كانت السيد الوزير ذاكرتك ضعيفة ونسيت فعلتك بهذه السرعة فان ذاكرة الرأي العام قوية ، ولا زالت تصريحاتك تدوي، ومواقفك مسجلة بصورتك وعظمة لسانك. ويكفي أن نذكرك بأنك أتيت ذات مساء الى "القناة المغربية" الأولى ومن خلال" برنامج حوار" أزبدت وأرغدت واتهمت الرجال الستة ، وأصدرت أحكامك عليهم وتطاولت على اختصاصات القضاء وأنت الحقوقي السابق ، بل ان مواقفك ذهبت بعيدا الى حد اعتبار أن السياسيين الستة استغفلوك أنت وأصدقائك. انك السيد الوزير بتصريحاتك هاته تكون قد ساهمت ومن موقعك في الزج بقيادات لاعلاقة لها لا من قريب ولا من بعيد،و أنت تعلم هذا جيدا بملف شائك وغامض، وكان عليك على الأقل أن تلتزم الصمت احتراما لماضيك المشرف الذي كنت فيه مناضلا متميزا وحقوقيا صلبا . لتأتي اليوم وتصرح بأن" القضاء منح هؤلاء كل ظروف وشروط المحاكمة العادلة" أين هي السيد الوزير الشروط والظروف، ان الرجال الستة أيها الوزير يحاكمون من وراء حاجز زجاجي لا يعرفون ماذا يجري داخل القاعة الا بعد جهد جهيد هل هذه ظروف وشروط المحاكمة العادلة. ان الرجال الستة السيد الوزير يحاكمون بعد أن شنت وسائل الاعلام الرسمية والشبه العمومية غارات جوية وأرضية وفي كل الاتجاهات من أجل دعم الرواية المعلومة والمشهورة معتمدين في ذلك على التشهير والادانة ومحاولة اثبات التهم بشتى الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة . ان الرجال الستة سعادة الوزير يحاكمون بعد أن هدد وزير الداخلية كل من سولت له نفسه التشكيك في المعطيات التي قدمتها وزارته. ان الرجال الستة السيد الوزير يحاكمون ودفاعهم سبق له أن حرم من الحصول على نسخ من محتويات محاضر الضابطة القضائية ، ومحاضر التحقيق. ان الرجال الستة يحاكمون اليوم السيد الوزير وهم محرومون من لقاء محاميهم قبل وبعد نهاية كل جلسة. اضافة الى كل هذا وغيره كثير - ولا داعي لكي نثقل عليكم -حديثكم عن ملف محمد المرواني ومن معه بطريقة تفيد اطلاعكم على الملف قبل احالته على قاضي التحقيق ، وهي جرائم كبرى وخطيرة توجب الادانة والعقاب لأنها مست مبدأي سرية التحقيق وخرق قرينة الراءة. [email protected]