تحت نفس الموضوع كتبت جريدة صوت الحرية سابقا حول الوضعية الكارثية التي آلت إليها ثانوية علال الفاسي، إذ تعتبر هذه الثانوية التأهيلية من بين أكبر المؤسسات التعليمية بالشمال حيث تضم ما يناهز أربعة آلاف تلميذ وتلميذة وتقع في منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة و معروفة بالاضطرابات الاجتماعية، فمعلوم ما تفعله الطبيعة بها في فصل الشتاء، الذي بدأ بقرع الأبواب حيث كانت التساقطات المطرية التي لم تدم أكثر من دقائق كافية لإظهار المستقبل القريب الذي ينتظرها عند حلول موسم الأمطار الحقيقية، الأمطار التي تحول دون ولوج التلاميذ إلى قاعات الدراسة بحكم البنية الهشة الغير اللائقة بهذه المؤسسة الكبيرة، إضافة إلى انعزل المؤسسة عن المنطقة من كل الجوانب لتواجدها في حفرة تعتبر مصرفا لمياه كل المناطق المجاورة، ولعل فيضانات السنة الماضية قد أبانت عورة هاته البنية التحتية لكن لا حياة لمن تنادي. هذه المرة تكرر المشهد نفسه بثانوية عبد الخالق الطريس فبعد بضعة دقائق من قطرات مطرية، حاصرت المياه المؤسسة من جميع الجوانب وأصبح التلاميذ تحت رحمة الطوفان، والطامة الكبرى أن يتم تسريح التلاميذ ليواجهوا مصيرهم المجهول، لكنها ليست السنة الأولى فالأمر قد صار اعتياديا، بل أصبح البعض يعتبرون الأمر فرصة لزيادة وتزكية العطل التي يزخر بها المقرر الدراسي. بضع ساعات كانت كفيلة بتحويل المؤسسة إلى مسبح أغرق معه خطابات و شعارات مدرسة جيل النجاح هذه الفيضانات تعيد التساؤل من جديد : " أين تذهب أموال جمعية أباء وأولياء أمور التلاميذ ؟" أين نحن من المخطط الإستعجالي للتربية والتكوين والذي جاء بإجراءات قيل عن كونها ستنهض بقطاع التعليم وإعادة الثقة في المدرسة المغربية كمحاربة الهدر المدرسي وتوفير البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية وتوفير الأطر الإدارية والتربوية وغيرها.