إن الأمر لا يتعلق بتعبير مجازي نروم من ورائه التعبير عن أمراض خطرة تنخر جسم المكتب الوطني للسكك الحديدية ، تعادى بها المسافرين و المواطنين عامة. من ذلك تضييع أوقاتهم بسبب تأخر المواعيد في انطلاق و وصول القطارات ، و دهسها لعابري الممرات غير المحروسة من أطفال و شيوخ و مواشي سواء داخل المدارات الحضرية أو على أطراف القرى.. كما لا يتعلق الأمر بالزيادة في أثمنة التذاكر التي قد يكون أحد أشكال الاحتجاج عليها رشق العربات و هي تمر بالقرب من بعض الدواوير ، كما عند مداخل المدن.. و ما يشكله هذا الفعل المتهور و اللامسؤول من خطر على المسافرين على متنها... هذه مواصفات و خصوصيات أصبحت من سمات قطاراتنا التي لا مثيل لها بالنظر إلى مساهمتها " المتميزة " في حرب الطرق ببلادنا والتي تسقط يوميا العشرات من الضحايا و تشرد المآت من أبناء أسرهم.. رغم حملات التحسيس و التوعية من أجل الوقاية و الحد من النزيف و رغم النداءات إلى الجهات المختصة من أجل حماية أرواح المواطنين. وإذا كانت الجهات المسؤولة عن الصحة العمومية قد وضعت برنامجا وقائيا ضد جائحة أنفلونزا الخنازير بما ستخذه من احتياطات لازمة في الأماكن والفضاءات حيث يتواجد الجمهور، سواء في المؤسسات التعليمية أو في المساجد أو المصانع و المعامل غيرها من الأماكن العامة درءا لما قد يسببه الاحتكاك البشري داخلها من نقل العدوى ، فإنها - أي وزارة الصحة العمومية - لم تنتبه إلى قطاراتنا التي تنقل الآلاف من المواطنين يوميا ، و تزداد أعدادهم مع نهاية كل أسبوع ،و خاصة في المناسبات التي يسميها المكتب أوقات الذروة ، تنقلهم في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا تشرف الدواب فما بالك ببني البشر . فالعربات لا تخضع لأدنى عناية من حيث النظافة ، بل توحي بأنها تعود إلى القرن الماضي ، لا ينافسها في اتساخها سوى المحطات التي لا تحمل من ذلك سوى الإسم ، باستثناء محطات الواجهات بالمدن الكبرى التي يعتنى بها كما يعتنى بمقصورات الدرجة الأولى . أما زبناء درجة "الكاطريام " أي الدرجة الرابعة - كناية بها- ولتي ينعتها مكتب القطارات بالدرجة الثانية ، فرحلاتهم ترافقها و تلا زمها الروائح الكريهة بسبب تعفن المراحيض و تكدس المسافرين الناتج عن نقص العربات العادية التي تبقى عبارة عن هياكل متحركة تتسبب في مختلف الأمراض العصبية النفسية و العضوية خاصة في الرحلات الطويلة و في "أوقات الذروة"؟؟ . واقع يشتكي منه مستعملي مثل هذه القطارات يوميا و لا من مجيب ؟ ولمستعملي قطارات طنجة أيام السبت و الأحد و أيام العطل بقية التفاصيل. و في ظل هذا الواقع العفن،تصبح القطارات سببا في انتشار الأنفلونزا بمختلف أنواعها و غيرها من الأمراض الفيروسية المعدية.. فهلا فكرت الجهات المختصة في اتخاذ الاجراءات الوقائية و توفير الشروط الصحية الكافية على متن قطاراتنا ، أم أن هذه الأخيرة قد تصبح ناقلة للعدوى..عدوى أنفلونزا القطارات.... [email protected]