شكك عدد من علماء وفقهاء الدين والفلك في العالم الإسلامي اليوم السبت من مدى مشروعية رؤية عيد الفطر فى المبارك لهذا العام فى ليبيا, بعد أن أعلن "مركز الاستشعار عن بعد" في طرابلس وهو المختص بالعلوم الفلكية أن اليوم السبت أول أيام عيد الفطر المبارك في الجماهيرية. ومن جانبه شكك الشيخ حمزة أبو فارس الداعية الإسلامى الليبي فى مقابلة مع برنامج "الإسلام والحياة" الذى يبث على التليفزيون الليبي مشروعية أن يكون يوم السبت كأول أيام العيد وتسائل "كيف تكون هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحتفل فى هذا اليوم". ونفى أبو فارس أن يكون يوم السبت الموافق 19 سبتمبر/ايلول أول أيام عيد الفطر المبارك فى ليبيا، وقال إن تقرير الإستشعار عن بعد يتحدث عن بداية اليوم الفلكي وهو مختلف تماما عن اليوم الشرعي الذي يحدد بداية اليوم بغروب الشمس. وأضاف الشيخ: "أنصح جماعة الإستشعار عن بعد الا يذكروا متى يكون العيد" وأشار إلى أن الدول التي تقول ب"اتحاد المطالع" (اتحاد الرؤية بين الدول) فيكون العيد يوم الأحد، أما الدول التي تقول ب"اختلاف المطالع" (الرؤية بنظام فردي بحسب كل دولة) فيكون العيد يوم الإثنين فكيف يكون عندنا العيد السبت؟. تساؤلات مشروعة وتابع بحسب مركز الإستشعار عن بعد فإن هلال شوال يولد عند الساعة 20:46 دقيقة أي بعد الغروب بساعة ونصف الساعة تقريبا، وهو ما يعني بأن أول أيام العيد لا يمكن أن يكون السبت شرعا. ومن جانبه قال الدكتور عمر مولود عبد الحميد عضو لجنة الإفتاء في ليبيا وأستاذ الدراسات بجامعة السابع من إبريل/نيسان إنه وبناء على الحسابات الفلكية الصادرة عن مركز الاستشعار عن بعد، فان هلال شوال يولد يوم الجمعة عند الساعة (23 : 45 : 20)، والمراد بالولادة هنا الاقتران، وان اليوم المتوقع لرؤية الهلال فيه هو يوم السبت الموافق 19/ 9/ 2009، واليوم المتوقع لبداية الشهر هو الأحد الموافق 20/9/ 9009 وبالتالى فإنه يتعذر رؤية الهلال يوم السبت، ويمكن رؤيته يوم الأحد، واضاف وعلى الرغم من هذا أعلنت ليبيا أن عيد الفطر يصادق اليوم السبت!. وأضاف: حيث أن الإقتران المشار إليه يتأخر عن غروب شمس يوم الجمعة، فان يوم السبت ليس من أيام الشك، بل هو محقق انه من شهر رمضان، وبما أن غروب شمس يوم السبت يحصل بعد ما يزيد قليلاً عن اثنتين وعشرين ساعة، فإن رؤية هلال شوال ممكنة, فيكون يوم الأحد يوم شك, يجب تحري هلال العيد عند غروب شمس يوم السبت. وتابع عبد الحميد: فإن تمت رؤيته في أي بلد من الوطن العربي، كان يوم الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك، وإن انعدمت الرؤية كان يوم الأحد مكملاً لشهر رمضان، ويكون يوم الاثنين هو أول أيام العيد المبارك . واستطرد: ولأن الحكم الشرعي المتعلق بالصيام والفطر مرتبط بالرؤية عند غروب الشمس، وهي منعدمة ليلة السبت، والفلكيون أنفسهم يقررون انعدام رؤيته ليلة السبت وإمكانية رويته ليلة الأحد, بناء على ذلك فإن يوم السبت لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من شهر شوال، بل هو من شهر رمضان، ويجب صومه. شلتوت: "الإقتران" باطل ومخالف للشريعة أما الدكتور مسلم شلتوت، رئيس مركز بحوث الفضاء المصرى، أكد أن رؤية الأهلة بما يسمى بنظام "الإقتران" باطل ومخالف للشريعة وهو نظام وثنى مأخوذ من الحضارة الرومانية، ويستخدم فى حالة تعذر رؤية الهلال قبل زوال الشمس. وأضاف أن الرؤية بنظام الإقتران تعتبررؤية "كاذبة وخادعة" للهلال، مؤكداً أنه فى هذه الحالة يكون غروب القمر فيها قبل غروب الشمس، مما يعني استحالة رؤية الهلال. وقال شلتوت: في مصر والبلاد التي تأخذ بالرؤية، لابد أن يكون غروب القمر بعد غروب الشمس ولو بدقيقة واحدة، حتي يمكن رؤية الهلال، بينما دولة مثل ليبيا، التى تأخذ بنظام لحظة الإقتران "ميلاد الهلال الجديد" التي إذا حدثت يكون اليوم التالي هو أول أيام الشهر الجديد، وهذا نظام خاطئ.