يرتدون أجمل الثياب ويتوجهون لأداء صلاة العشاء بمساجد مدينة طنجة، وكلهم أمل أن تكون ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر . المشهد فريد في مدينة طنجة التي تزينت وارتدت حلتها حتى إن الأرض اغتسلت بماء الغيث، وفاحت العطور من البيوت والأزقة. وامتلأت المساجد والساحات وتوقفت حركات السير في كثير من الشوارع وسائر مدن المملكة. وفي مسجد محمد الخامس أشهر مساجد طنجة يقف المصلون كالبنيان المرصوص رافعين أكفهم بالدعاء منهمرة عيونهم بالدموع، كما ينهمر المطر من السماء، داعين الله أن يكونوا في هذه الليلة المباركة من العتقاء. وتنخرط جموع المصلين وراء المقرئين والأئمة في إحياء الليلة المباركة بالصلوات وقراءة القرآن والدعاء؛ طمعًا في إدراك أجر الليلة والحصول على تأشيرة العَفْو من الرب العفُوّ. حال مسجد محمد الخامس بطنجة لا يختلف كثيرا عن حال باقي مساجد المدينة، فمرورا بمسجد بدر ومسجد السوريين ومسجد الامام نافع سيضطر كثير من المصلين إلى الصلاة في العراء في هذا الطقس البارد نسبيا نظرا لاكتظاظ هذه المساجد عن آخرها.