[QURAN]ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم[/QURAN] هو واحد من بين أكبر وأشهر المساجد في مدينة طنجة ، ويتميز بموقعه القريب من ثلاث أحياء ضخمة: " حي الجديد (كاسابارطا) وحي السواني العريق وجزء كبير من حي البرانص" ويصطلح عليه بإسم جامع السعودي نسبة إلى الذي وهبه للمدينة كباكورة محبة وود بين المملكتين الشقيقتين (السعودية والمغرب). وبعد أن كان ذاك المسجد الرفيع المستوى من حيث المعمار والهندسة والحديقة المحيطة به إضافة إلى جودة خدمة كل مرافقه كبيت الوضوء والباحة الداخلية المخصصة للصلاة والمكتبة الأنيقة، أصبح بيت الله بيت المتسكعين بالليل والنهار ومرتعا للمتسولين الذين يمتهنون التسول بالنهار ويفترشون بلاط المسجد بالليل قصد النوم الهنيء مع أطفالهم بل وقماماتهم وقد تفاحلت هذه الحال بعد أن دمر سياج الحديقة المحيطة به من الجهة الخلفية إذ أصبح تارة مستودع لسيارات وتارة أخرى ملعبا لكرة القدم، ويصل الأمر إلى ممارسة الإدمان بشتى أنواعه بجوار بيت من بيوت الله انتهكت حرمته علنا... هذا ما آل إليه مسجد طارق ابن زياد ولسنا ندري ما ينتظره من جديد في عالم الإهمال واللامبالاة وكأن حال لسان المسؤولين يكرر القولة الشهيرة لعبد المطلب :"إن للبيت ربا يحميه" لكنني أحب الإشارة إلى أن ذلك كان في عام الفيل ونحن في زمن الألفيات ويمكننا ملاحظة الفرق كبير بين الفاء الأولى والفاء الثانية. إنه من العار أن يترك مسجد يضم مئات المصلين بين أيدي الأوباش الذين يعبثون بمرافقه بدون مراعاة أية حرمة ولا ذمة. إن كل المصلين الذين يقصدون مسجد "السعودي" هم مسؤلون عن هذه المهزلة فيما تنضاف مسئولية الوزارة المعنية بالأمر ما يستدعي التدخل العاجل لحفظ هذا البقعة الطاهرة بذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.. وقد انطلق من هذه الآية الكريمة "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" كي أخاطب روح الإيمان في كل مسلم عنده غيرة على دينه ومقدساته، حتى يغير المنكر الذي يلحق بمقدسات ومرافق المسلمين. وقد قدمت الى الوزارة المعنية عريضة موقعة من طرف عدد كبير من المصلين وسكان الأحياء المحيطة بالمسجد إلا أن الوزارة لم تتعامل معها بالشكل الحسن. إننا من خلال هذا المقال نريد الإشارة إلى العواقب التي من الممكن جدا تحملها من جراء الإهمال والتهميش الواضح. وتحملنا غيرتنا على ممتلكتنا العامة إلى الخروج من صمتنا وتكسيره قصد المشاركة الفعالة في خدمة الصالح العام الذي هو واجب على كل فرد ومؤسسة.ودائما سيبقى همنا الوحيد هو كيفية تلوين كل البقاع السوداء في المجتمع ببياض وصفاء سلوكنا نحوه. فيديو صور للمسجد