وسجل ريكاردو كاكا (5 و90+1 من ركلة جزاء) ولويس فابيانو (12 اكرر 12) وجوان (37) أهداف البرازيل، ومحمد زيدان (9 و56) ومحمد شوقي (54) أهداف مصر. استعرض المنتخب المصري وتفوق بأدائه على نظيره البرازيلي بعد أن حوّل تأخره من 1-3 إلى 3-3 وبسط أبطال أفريقيا سيطرتهم المطلقة على اللقاء وعطلوا مفاتيح لعب فريق السامبا الذي بدا مفككاً أمام وطأة هجمات الفراعنة. أشعل المصريون المدرجات، وظن الجميع أنهم سيخرجون فائزين من هذا اللقاء الأسطوري وأقلّه متعادلين، لكن شاء القدر أن تفوز البرازيل بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة. ذلك سيسجل في التاريخ... لكن من شاهد هذه الموقعة عَلم جيداً أن البرازيل لم تستحق هذا الفوز. الشوط الأول دخل المنتخبان المباراة وهما على طرفي نقيض، ففي الوقت الذي ضمن المنتخب البرازيلي إلى حد بعيد بلوغه نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا بتصدره مجموعة أميركا الجنوبية، تحتل مصر المركز الأخير في مجموعتها الأفريقية بعد أن جمعت نقطة واحدة فقط بتعادلها على أرضها مع زامبيا وخسارتها أمام الجزائر. ولم يخسر المنتخب البرازيلي أي مباراة منذ أن سقط أمام البارغواي صفر-2 في التصفيات الأميركية قبل عام من الآن. ولم يتأخر المنتخب البرازيلي في افتتاح التسجيل عبر نجمه كاكا المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد الإسباني، بعد أن تلقى كرة من دانيال الفيش وهو على مشارف منطقة الجزاء رفعها من فوق هاني سعيد ثم تخطى وائل جمعة بحركة فنية رائعة وسدد بسهولة على يسار الحارس عصام الحضري (5). بيد أن المنتخب المصري سرعان ما أدرك التعادل عندما قاد أبو تريكة هجمة منظمة على الجبهة اليمنى ورفع الكرة إلى داخل المنطقة حيث قابلها زيدان برأسه ووضعها داخل الشباك رغم محاولة لوسيو لإبعادها برأسه أيضاً (9). وعاد المنتخب البرازيلي للتقدم عندما احتسب الحكم ركلة حرة لمصلحة دانيال الفيش نفذها ايلانو وتابعها لويس فابيانو برأسه داخل الشباك (12). وسدد كاكا كرة طائرة (21)، ووجه جوان كرة برأسه فوق العارضة (23)، وسدد ايلانو كرة من ركلة حرة بين يدي الحضري (26) قبل أن يطلق حسني عبد ربه كرة من خارج المنطقة لم يجد جوليو سيزار صعوبة في السيطرة عليها (30). وأطلق الفيش كرة قوية من ركلة حرة أبعدها الحضري بصعوبة وحولها إلى ركنية جاء منها الهدف البرازيلي الثالث عندما رفعها مجدداً الفيش داخل المنطقة وتابعها جوان برأسه داخل الشباك بعيدا عن متناول الحضري (37). وقام أبو تريكة بمراوغة أكثر من لاعب برازيلي وهيأ كرة باتجاه احمد حسن قائد المنتخب فأطلقها الأخير فوق العارضة (42). وتلاعب سيد معوض بالدفاع البرازيلي على الجبهة اليسرى ومرر كرة متقنة داخل المنطقة تابعها حسني عبد ربه برأسه فوق العارضة بقليل (45). الشوط الثاني وظهر المنتخب المصري بصورة مختلفة في الشوط الثاني وتفوق على أسياد اللعبة في معظم فتراته ونجح في إحراز هدفين متتاليين هزا معنويات المنتخب البرازيلي الذي بدا ضائعاً في نصف الساعة الأخير. وقلّص المنتخب المصري الفارق أولاً عبر محمد شوقي الذي استثمر كرة خلفية من سيد معوض فأطلقها قوية من مشارف المنطقة عجز جوليو سيزار عن التصدي لها (54). وارتفعت معنويات المصريين ونجحوا في استثمار هذه الفورة بإضافة هدف ثان عندما مرر "المايسترو" محمد أبو تريكة كرة بينية رائعة باتجاه زيدان فسبق الأخير لوسيو وأطلقها سريعة في مرمى سيزار لتهتز المدرجات خصوصاً أن الجمهور المحلي كان يساند منتخب الفراعنة. وتلاعب المنتخب المصري بنظيره البرازيلي كما حلا له وتناقل لاعبوه الكرة بثقة وقدموا لمحات فنية أمتعت المشاهدين. وإزاء التفوق المصري، اضطر مدرب البرازيل كارلوس دونغا إلى إشراك المهاجم الكسندر باتو لزيادة الفعالية الهجومية في ظل غياب شبه تام لروبينيو، بيد أن السيطرة استمرت مصرية. وسدد باتو باتجاه المرمى كرة مقصية لكن الدفاع أبعدها فتهيأت أمام كاكا الذي أطلقها فوق العارضة بقليل (77). وسيطر المصريون الذين لعبوا بثقة في ربع الساعة الأخير على مجريات اللعب، وسنحت فرصة أمام البديل احمد عيد عبد الملك عندما أطلق بيسراه كرة سيطر عيها سيزار (80)، وصوب احمد فتحي كرة قوية علت العارضة بقليل (84). وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة مرر الفيش كرة عرضية داخل المنطقة سددها لوسيو باتجاه المرمى بيد أن البديل الآخر احمد المحمدي أبعدها بيده مرغماً من على خط المرمى وبعد أن تردد الحكم في احتساب ركلة جزاء تشاور مع مساعده الذي أكد اللمس المتعمد واحتسب ركلة جزاء وطرد المحمدي. وانبرى كاكا للركلة على يمين الحضري الذي ارتمى عليها من دون أن يمنعها من دخول مرماه ليتنفس المدرب البرازيلي دونغا الصعداء.