إفتتح مركز قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الالكتروني, في مدينة غزة اليوم, مؤتمره الدولي الثالث لنصرة القدس والذي سيستمر ليوم غدٍ الأحد السابع من حزيران الحالي, وذلك في الذكرى السنوية 42 لسقوط مدينة القدسالمحتلة.ولفت مركز قدس نت خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقاها الدكتور خالد صافي, إلى أن الموعد الجديد للمؤتمر يأتي وسط إجراءات احتلالية جديدة تلفّ الأرض المقدسة بوشاح الغياب، وبإجراءات المصادرة تارة، وبشقّ الطرق الالتفافية تارةً أخرى، وبآلاف الشقق السكنية التي تبنى على أنقاض أجساد السكان الأصليين، وفيما المحاكم الإسرائيلية منهمكة بإجراءات الإعلان عن موت شعب وقيام شعب آخر على رفاته؛ في حين نستغرق نحن هنا ،وفي كل مكان، في غياب لا ينتهي وغياهب لا تنقضي. وأشار صافي إلى إن بضع عشرات من سنين قد مرت على القدس قحاط، لكن عاما لم يكن مثل العام الماضي، ففي العام 2008 تم في القدس بناء أكبر كنيس يهودي في العالم، ليكون إيذانا بتحول هوية القدس لتصبح إرثا خالصا للشعب اليهودي، فيما تم بناء عدة كنس أخرى، كذلك قام الاحتلال بافتتاح إحدى عشرة حديقة توراتية في منطقة سلوان والمناطق المجاورة، بهدف عمل تواصل بين القدس وما حولها من مستوطنات يهودية، فيما بات يعرف بالقدس الكبرى. وأضاف أن ضمن جهوده الممنهجة لعملية تحويل هوية القدس قام الاحتلال بإصدار مئات قرارات الهدم لمنازل عربية في سلوان والشيخ جراح وغيرها، بما يعني إخراج آلاف الأشخاص من المدينة تحقيقا لهدف خفض نسبة السكان العرب، وإحداث توازن سكاني جديد لصالح المحتلين. وحذر صافي من استمرار حالة العجز العربية في مواجهة قضايا مصيرية كبرى، حتى يمكن وصف ما وصلنا إليه بحالة العجز الشاملة حتى عن إبداء ما اعتدنا عليه من عبارات الشجب والأسف والاستنكار, متسائلاً هل هذا هو مصير القدس؟ كما ولفت ان اللجنة التحضيرية لمؤتمر القدس الدولي الثالث، والهيئة الإعلامية العالمية للدفاع عن القدس، يشرفها أن تمنح السيدة أم كامل الكرد وسام القدس للعام 2008، وهو الوسام الذي قررت المؤتمر والهيئة أن يتم منحه لكل من يعمل من أجل قضية القدس تخليصا لها من عاصفة الخراب الاحتلالية. وقال صافي أن المؤتمر الثالث يأتي في الوقت الذي أعلنت المدينة المقدسة عاصمة للثقافة العربية، وهو ما نجد فيه مناسبة لتعزيز مسئولياتنا تجاه ما آل إليه مصير المدينة المقدسة الذي هو مصيرنا, واستجابة لنداء الواجب تجاه المدينة المقدسة، وتطبيقا لمقررات المؤتمر الثاني فقد تم إنشاء "الهيئة الإعلامية العالمية من أجل الدفاع عن القدس" لتكون الذراع الإعلامي للدفاع عن القدس، وإشهار قضيتها، حيث أنشأت الهيئة موقعاً إلكترونيا خاصا بالقدس، وهي بصدد تنفيذ العدد من المشاريع الثقافية بالتعاون مع جهات وهيئات عربية مختلفة كإدارة الثقافة الإسلامية في الكويت الشقيق. وقد قامت الهيئة بإعداد وثيقة ولاء للقدس، سيتم التوقيع عليها في كل أرجاء العالم، ومن خلالها يتعهد المخلصون بالوفاء للقدس وإبقاءها في الذاكرة، اللجنة التحضيرية وفي كلمة لأعضاء اللجنة التحضير قال الدكتور رياض العيلة ".نعقد مؤتمرنا الدولي الثالث لنصرة القدس في أجواء فلسطينية وعربية وعالمية مليئة بالاحتقان والصراعات وحبلى بكل أسباب اليأس فلا زالت الأرض الفلسطينية تنتقص من أطرافها من خلال حملات استيطانية مسعورة يبررها الاحتلال الإسرائيلي, تارة بالبحث عن تاريخ الأجداد وأخرى بمجاراة النمو الطبيعي للمستوطنات وثالثة بحملات طرد وتهجير لأهلنا بالقدس وما حولها ." وأضاف العلية ان " القدس لؤلؤة العصور التي تتهددها المخاطر وتحدق بها بكل جانب تخوض هذه الأيام معركة الحياة والموت التي أوشكت أن تصل إلى نهاياتها الموجعة إذا بقي الحال هو الحال, وإذا بقيت الأقوال لا علاقة لها بالأفعال. ولفت أن المؤتمر سيتناول القدس بوضوح من خلال أوراق العمل التي ستناقش بالتفصيل والتي ستوزع على محاور أربعة.. المحور السياسي والتاريخي, والإعلامي, والمحور الأدبي والتربوي. كما توجه العلية بوافر الشكر لأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر بكل أعضاءها في القدسوبيروت والسعودية وغزة اللذين وصلوا الليل بالنهار من اجل أن يقدموا للقدس هذا الجهد المتواضع في قيمته الفعلية من اجل التحرير الكبير في قيمته الرمزية من اجل البقاء. وتوجه العلية بالتحية إلى جميع الحضور في كل من غزةوالقدسوبيروت والسعودية مؤكداً ان حضورهم في حد ذاته ومشاركتهم بالنقاش واهتمامهم بكل ما يحدث بالقدس هو الخطوة الأولى والضرورية لتعميق الوعي العربي والإسلامي بما يجري بالقدس. هذا وتمنى العلية في نهاية كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث ان يتميز بالفكر الحر والإرادة القوية من اجل أن تصل الرسالة إلى كل القلوب والعقول والسواعد المخلصة الحريصة على القدس. الباحثين والمشاركين وفي كلمة للباحثين والمشاركين بالمؤتمر عبر الفيديو كونفرنس تحدث الدكتور عدنان النحوي من السعودية مؤكدا"أن قضية القدسوفلسطين والإسلام تمثل الصراع الممتد الذي بدأ من المدينةالمنورة, حيث اجتمع الأحزاب من المشركين واليهود لاستئصال الإسلام." كما وأكد النحوي ان قضية القدسوفلسطين تفرض على الجميع الالتئام والوحدة وترك الخلاف قائلاً " يجب أن نكون في ارض فلسطين أسرع الناس إلى اللقاء بالوحدة لان صراعنا يقدم خدمة لليهود ويوجه طعنة قاتلة لقضيتنا ". واضاف " اليهود كانت لهم دعوى باطلة وكاذبة لكنهم بذلوا جهود من اجل إقناع العالم بها ونحن المسلمون دعوانا دعوى حق بان القدسوفلسطين حق ثابت لنا وللمسلمين, ولكننا نخاطب العالم بآراء متعددة . كما وختم كلمته قائلاً " هناك معركة كبيرة دارت في تاريخ البشرية ضد الإسلام وأعداء الله هم اللذين يقودونها(اليهود), مشدداً على ان طريق النصر واضح بالالتزام بالإسلام بكل معانيه ". يشار أن المؤتمر كان يتضمن مشاركات عبر الفيديو كونفرنس من قبل المطران عطاالله رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس،والسيدة أم كامل الكرد من القدس, والاستاذ محمد علي رئيس الهيئة الاعلامية العالمية للدفاع عن القدس من بيروت ,وتعذر ذلك نتيجة خلل في الأقمار الصناعية. وفي نهائية الجلسة الافتتاحية تلى عريف المؤتمر الدكتور صادق ابو سلمان عهد الوفاء للقدس على الحاضرين واليكم النص بالكامل : بسم الله الرحمن الرحيم عَهْدُ الوَفَاءِ للقُدْسِ باسمِ اللهِ الرقيبِ على نِيّاتِ العبادِ وأعمالِهِم، نُعْلِنُ عَهْدَنا هذا، عَهْدَ الوَفَاءِ للقُدْسِ، مدينةً، وقضيةً، وَرَمزًا إنسانيًا يجمعُ أبناءَ الإنسانيةِ كُلَّهُمْ عَلَى قِيَمِ المحبةِ والولاءِ للخَيْرِ، والسَّعَيِ الدائمِ من أجلِ عالمٍ أفضلَ تَسُودُ فيهِ قِيَمُ التسامحِ بينَ البشرِ. للهِ أُعْطِي عَهْدِي هَذا, أَنْ أَبْقَى مُحافظاً على: القُدْسِ رَمزًا لقضيةِ شَعْبٍ شُرِّدَ في المنافي، وكلِّ ذرةِ تُرابٍ مِنْ أَرْضِها, وكُلِّ مسجدٍ وكنيسةٍ وَمَقامٍ وَصَوْمعةٍ وَدَيْرٍ، ومعاً لنعيدَ لها مكانَتَها الإنسانيةَ والحضاريةَ, عاصمةً أبديةً لدولةِ فِلَسْطِينَ المستقلةِ. كما وأتعهدُ أمامَ اللهِ ثُمَّ أمامَ الأمةِ والناسِ أجمعينَ، بالمحافظةِ على الأملِ المتقدِ في أعماقي، باستعادةِ القدسِ وحريةِ أهلِها، دونَ أَنْ يُقللَ من هذا الأملِ ما يقومُ به العدوُّ من: قتلٍ، وتدميرٍ، ومصادرةٍ، وتزويرٍ لحقائقِ التاريخِ... إلخ. وأُشهدُ اللهَ، ثُمَّ شعبي, والناسَ أجمعينَ، بعدمِ قَبُولي التنازلَ عن حفنةِ ترابٍ من ثَرى القدسِ الغالي, وأن أَبْقَى وفيًا لوَحْدةِ الشعبِ الفِلَسْطِينيِّ, سبيلاً لاستعادةِ القدسِ، وتحريرِ الشعبِ والأرضِ والمقدساتِ. هذا عهدُنا جميعًا، عهدُ اللهِ، ثم عهدُ الأمةِ والشهداءِ، عهدُ الأجيالِ التي مَضَتْ, وتلكَ التي ستأتي، ألا ننسى، ألا نتنازلَ، ألا ننكسرَ، وألا نفقدَ الأملَ. هذا, واللهُ على ما نقولُ وكيل صدر هذا العهد في 13/جمادى الآخرة 1430 ه/ الموافق 6/حزيران/2009م, بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لنصرة القدس, الذي نظمه مركز قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لاحتلال مدينة القدس.