اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس بأن كل الفلسطينيين وهو على رأسهم ما زالوا تحت الاحتلال الاسرائيلي وان السلطة هي للنضال من الداخل للتحرير والوصول لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.وشدد عباس في كلمة له امام المؤتمر الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي افتتح الخميس في رام الله على ان الشعب الفلسطيني ما يزال يرزح تحت الاحتلال. واشار عباس الى انه ما يزال يتنقل بين الاراضي الفلسطينية والعالم الخارجي من خلال بطاقة ال 'vip' التي تمنحها سلطات الاحتلال الاسرائيلي للمسؤولين الفلسطينيين، منوها الى ان مجندة اسرائيلية لا يتعدى عمرها 17 عاما تفتش سيارته وتدقق في جواز سفره عندما يغادر الاراضي الفلسطينية الى الاردن. وقال عباس 'مجندة لا يتعدي عمرها 17 عاما تأتي لسيارتي وهي تحمل جواز سفر وتسأل where is Abu-mazin' لترى من معه في داخل السيارة التي تقله الى الاردن وتمر عبر الجسر الفاصل ما بين الاردن والاراضي الفلسطينية' على حد قوله. ووجه عباس انتقاداته لحركة حماس التي دخلت الانتخابات التشريعية على اساس اتفاق اوسلو الذي اقيمت السلطة على اساسه ولا تريد اجراء انتخابات جديدة حاليا لانهاء الانقسام الحاصل. وشدد عباس على ضرورة الاحتكام للشعب لانهاء الانقسام الفلسطيني الحاصل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، معلنا عن رفضه لتمديد ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة 'حماس' ضمن مقترحات التوافق في الحوار الوطني الذي ترعاه مصر. واضاف عباس امام المؤتمر الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي اطلق عليه اسم 'مؤتمر القدس' قائلا 'نحن رفضنا خلف الكواليس ونرفض أي مقترحات لتمديد ولايتي شخصيا أو ولاية المجلس التشريعي ولو ليوم واحد ولا بديل عن الانتخابات للعودة إلى حكم الشعب'، مؤكدا اصراره على ضرورة إنجاح الحوار الوطني الذي ترعاه مصر، مشيرا إلى ضرورة أن يتمخض عنه اتفاق سياسي تتشكل بموجبه حكومة تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، وتكون قادرة على التعاطي مع المحيطين الإقليمي والدولي، وتشمل مهماتها إنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن، وإعادة إعمار قطاع غزة والإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل 25 كانون الثاني (يناير) القادم، ولا تعيد فرض الحصار المالي والاقتصادي على الفلسطينيين. وأضاف 'أبرز مهمات هذه الحكومة يجب أن تكون إنهاء الانقلاب وإنهاء الانقسام الداخلي وإعادة اعمار قطاع غزة وإيواء المشردين'. واشار عباس الى ان حكومة التوافق الوطني ستتولى 'الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة بما لا يتجاوز مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل'. وشكك عباس في صدق ادعاء حماس بأنها تمارس المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا الى انه تهرع لجميع الجهات بما فيها مصر للوصول لتهدئة مع اسرائيل التي ترفض الاعتراف بها. ومضى قائلا 'غير مطلوب من حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل لدى تشكيل حكومة توافق لكن ذلك مطلوب من الحكومة التي ستقود الوضع الفلسطيني تحت الاحتلال وللتعامل مع إسرائيل والمجتمع الدولي'.وشدد عباس على ان الفلسطينيين ما زالوا تحت الاحتلال الاسرائيلي يناضلون من اجل التحرير والحصول على دولة مستلقة وعاصمتها القدس بشكل حقيقي. من جهة أخرى ندد عباس ب 'منع أمن الحكومة المقالة التي تديرها حماس وفدا من ممثلات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في قطاع غزة من مغادرة القطاع للتوجه إلى رام الله من أجل المشاركة في المؤتمر'، واضاف قائلا ' كنا نتوقع أن إسرائيل ستمنع.. لكن الحركة الانقلابية هي التي منعت.. هذا أمر في غاية الأسف'. وكانت قوات الحكومة المقالة في غزة منعت الاربعاء 85 امرأة من قطاع غزة من مغادرة القطاع للتوجه إلى مدينة رام الله عبر معبر ايريز للمشاركة في مؤتمر للمرأة. وعلى الصعيد الاسرائيلي اتهم عباس حكومة بنيامين نتنياهو 'بتصعيد إجراءاتها الاستيطانية والقمعية في الأراضي الفلسطينية'، مشددا على أن كل الاستيطان 'غير شرعي'، وان استعادة الوحدة الوطنية هي السبيل الامثل للتصدي للمخططات الاسرائيلية. ونبّه عباس إلى المتغيرات الإقليمية والدولية، داعيا إلى حسن التعامل مع هذه المتغيرات والاستفادة منها، 'وأن تحكم سياستنا المصلحة الوطنية العليا، وليس المصلحة الفصائلية' مؤكدا 'أننا لن نسمح لأي كان أن يفرض أجندته علينا'. وشدد عباس على أن مناورات الاحتلال ومساعيه المتواصلة للتنصل من تنفيذ الالتزامات التي نصت عليها الاتفاقات الموقعة، واستمراره في سياساته الاستيطانية وتدابيره العدوانية، لن تثني عزم الشعب الفلسطيني ولن تنال من تصميم المجتمع الدولي على وضع حدّ لهذا التمادي وإنهاء الصراع الدامي على قاعدة حل الدولتين. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصعد من إجراءاتها بشأن تغيير معالم القدس، والتوسع في الاستيطان، والاستمرار في هدم البيوت والاعتقالات اليومية والقيود على حركة التنقل. وأشار عباس إلى أهمية دور المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، مبينا أنها حققت منجزات لافتة، إذ تم توسيع تمثيلها في المجلس التشريعي والمجالس القروية والبلدية، وكانت حاضرة دوما في كل الحكومات التي شكلت منذ عام 1994 حتى يومنا هذا، وتم تأسيس وزارة مختصة بشؤون المرأة، إضافة إلى الأطر الخاصة بها في سائر الوزارات والمؤسسات.