كشفت مصادر قيادية فلسطينية واسعة الإطلاع عن وجود اتفاق غير معلن بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية من جهة، وحركة (حماس) من جهة ثانية، لإقامة ما يشبه 'الكونفدرالية الفلسطينية' في كل من قطاع غزة والضفة الغربية تقوم على مبدأ الحكومتين، وينتظر الطرفان الفرصة المناسبة لإعلان هذا الاتفاق.وأوضحت المصادر من دمشق أن الكونفدرالية التي يتم بحثها بين فتح وحماس 'تعتمد مبدأ حكومتين، واحدة في الضفة الغربية تابعة لفتح والسلطة الفلسطينية والثانية في قطاع غزة تابعة لحركة حماس، على أن يشرف على هاتين الحكومتين هيئة عليا للتنسيق بصيغة حكومة مركزية' وفق قولها. وحسب تلك المصادر، فإن 'دور هيئة التنسيق العليا يكمن في التنسيق بين الحكومتين لتعملان كحكومة واحدة، وهي صيغة تعتمد الأمر الواقع ووضعه في التداول كحل للخلافات' على حد زعمها. وأكدت أن هذه الهيئة التنسيقية العليا 'لن يكون لها صلاحيات واسعة وشديدة الإلزام، وأن دور الحكومتين سيقتصر على حل مشكلة إعادة الإعمار والتحضير للانتخابات، دون أن يكون لهما دور سياسي واضح' حسب تعبيرها. وعن دور الفصائل الفلسطينية الأخرى كالجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وغيرهما، أكدت المصادر توقعها رفض هذه الفصائل لهذا المشروع لأنه 'يستبعدها في واقع الأمر من المشاركة في تسيير شؤون البلاد'، وأوضحت أن 'محاولات عديدة ستبدأ لإقناع هذه الفصائل بهذا الحل ولإشراكها في هيئة التنسيق العليا على الأقل' وفق تأكيدها. وأكد مسؤول قيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق رفض الجبهة 'المطلق' لمثل هذا الحل، وقال 'هذا تكريس للانقسام الفلسطيني وتأبيده، وإلغاء لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتثبيت للمحاصصة والانفصالية بين الفصيلين الرئيسيين'، وأضاف 'هذا الحل هو هروب إلى الأمام لعجز جميع الأطراف عن مواجهة الخلافات وإيجاد حل لها'. ورأى المصدر أن مثل هذا الحل 'يلغي التوجه الدولي العام حول إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ويحوّل القضية إلى تقاسم للغنائم بين فتح وحماس' على حد قوله.