وخلال هذه العملية، التي تم القيام بها على مستوى قرية واد المرسى (قيادة تاغرامت بإقليم الفحص أنجرة)، منطقة جبلية وعرة المسالك، قامت عناصر الدرك الملكي بحجز قارب سريع جدا من نوع "فانتوم 23" عثر عليه بمخزن غير بعيد عن المنزل الذي ضبطت فيه المخدرات. ومع خيوط الفجر الأولى، قدم حوالي ستون عنصرا من الدرك الملكي والقوات المساعدة إلى القرية الواقعة على قمة جبل يطل سفحه على شاطئ في قلب مضيق جبل طارق، بعد الاشتباه في احتوائها على مخازن تستعمل لإخفاء المخدرات التي يتم تهريبها إلى الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق على متن القوارب السريعة. وبعد تفتيش دقيق لعدد من المنازل، عثرت عناصر الدرك الملكي، التي كانت تستعمل كلابا مدربة، على هذه الكمية من المخدرات معبأة على شكل رزم كانت جاهزة لتحمليها على متن قوارب "غو فاست" التي يبلغ طولها 12 مترا والمجهزة بأربعة محركات قادرة على تطوير قوة ألف حصان بخاري. كما أبرز المسؤولون الذين أشرفوا على هذه العملية أن هذه الأخيرة سمحت باعتقال شخصين، ممون وناقل للمخدرات، كما تم تحديد هوية شخصين آخرين ما يزال البحث جار عنهما. ومن بين العتاد الذي تم حجزه خلال العملية، وضعت عناصر الدرك الملكي يدها على سيارة رباعية الدفع وثلاثة زوارق زودياك سريعة، وتسعة محركات (بقوة 250 و60 حصانا)، وخمسة أجهزة اتصالات لاسلكية، وجهاز راديو ثابت وجهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس). وكان هذا العتاد يستعمل بالأساس في تجهيز القوارب السريعة المعروفة بعدم اكتشافها من طرف الرادارات والقادرة على عبور مضيق جبل طارق خلال دقائق مع حمولة قد تصل إلى طنين من المخدرات. وتجدر الإشارة إلى أنه غير بعيد عن موقع عملية التمشيط هذه، قامت دورية للبحرية الملكية مؤخرا باعتراض قارب صيد يقل كمية من المخدرات تقدر ب`413 كلغ واعتقال فرنسي وإسباني كانا على متن القارب.