لقد سبق لي أن قمت رفقة وفد صحفي من مدينة طنجة بزيارة خاطفة لمدينة وزان الشهر الماضي ،و اقتنع الجميع أن مدينة وزان تفصلها عن مدينة طنجة عقود من الزمن ، حيث أنها قرية كبيرة في شكل مدينة ،ثم وقفنا في طريقنا على التطور البطيء الذي تعرفه مدن القصر الكبير و شفشاون و العرائش و أصيلة و غياب بنيات اقتصادية و مناطق صناعية لتشغيل الشباب ، بالطبع نستثني مدينة تطوان و مرتيل و المضيق و الفنيدق نظرا للعناية التي حظيت بها هذه المدن من حيث البنيات التحتية و الفضاءات الخضراء. التساؤل المطروح هو كيف يمكن توفير بنية استقبال لعشرات الآلاف من المواطنين سمعوا بطنجة الكبرى ؟، في حين مدينة طنجة أصبحت لا تطاق بسبب الازدحام و الاكتظاظ في كل شيء رغم كل المجهودات المبذولة . عمالة طنجةأصيلة أصبح عدد ساكنتها يتعدى مليون و نصف مليون نسمة، و هذا ما يستدعي التسريع بالتقسيم الترابي حيث العمل على إحداث عمالة بني مكادة التي يمكن أن تمتد إلى جماعة العوامة و سبت الزينات و المنزلة و دار الشاوي ، في حين تبقى جماعة سيدي اليمني و الساحل الشمالي و أحد الغربية و حجر النحل و البرييش و اكزناية و بلدية أصيلة و جماعة طنجة تابعة لعمالة طنجةأصيلة و بالتالي يمكن التحكم في التوسع العمراني و الانفجار الديمغرافي و التنمية المجالية. و لتجنب احتقانات اجتماعية في المستقبل يتطلب الأمر العمل على إطلاق مشروع العرائش الكبرى و تشمل إقليم العراش ووزان ، و مشروع تطوان الكبرى و تشمل إقليمتطوان و شفشاونوالمضيقالفنيدق، فلا يمكن وضع كل المخططات الاستراتيجية الكبرى بطنجة دون المدن الأخرى المجاورة ، لأنها ستتحول إلى مدينة غول يستحيل التغلب على الوضع الأمني و بالأحرى الاستجابة لمطالب الساكنة و توفير المرافق الاجتماعية و الثقافية الضرورية ، و بالتأكيد فبإطلاق مشاريع كبرى و مناطق صناعية بالعرائش و القصر الكبيرووزانوشفشاون و مرتيل يتم تحقيق التوازن بين مدن الشمال، و يتم تعميم التنمية و الرفاهية على جميع ساكنة جهة طنجةتطوان ،و خلق مئات الآلاف من فرص الشغل يستفيد منها مواطنون من مختلف مدن المغرب .
و ما يمكن التنويه به هو الانطلاقة الفعلية لمشروع طنجة الكبرى، حيث تسهر ولاية طنجة على بدء تنفيذ هذا المشروع ، في حين نسجل غياب دراسات و مشاريع و مخططات الجماعة الحضرية لطنجة ، الذي فشل مجلسها في كل شيء ابتداء من تفويض تدبير قطاع الماء و الكهرباء ، و فشل في تدبير النقل العمومي الحضري ،و استقدم حافلات يبدو أنها على وشك انتهاء صلاحيتها وعمرها الزمني، تم تجميعها من أسواق مدن اسبانيا ،حيث هناك من كانت مصبوغة بالأصفر و هناك من كانت مصبوغة بالأبيض و الأزرق و تم تغليفها بغلاف أزرق موحد ، إلا أنها أحسن حال من براريك شركة أوطاسا التي خلفت كوارث أنسانية و خسائر بشرية ، و نختم و نقول أهكذا يتم حل الاشكالات الكبرى لطنجة عن طريق الترقيع و سوء التدبير و غياب المخطط الجماعي و التدخل الفاعل و التدبير الاستراتيجي للشأن المحلي؟