بعد انتهائي من مشاهدة مباراة المنتخب المغربي ضد منتخب تانزانيا في إطار تصفيات القارة الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل،أخذت جهاز التحكم عن بعد لأقوم بجولة سريعة على قنواتنا الوطنية لعلي أجد برنامحا تليفزيونيا هادفا،يغنيني عن أسر مشاهدة القنوات العربية الأجنبية و أقضي به سهرة السبت قبل أن أخلد للنوم،لأُفاجأ بإقدام قناتنا "المحترمة" دوزيم بإعادة بث "قفطان 2013"على شاشتها ،وبعيون الفضولي لا بعيون المستمتع وقفت على القناة لأستقصي إن كانت ستعمد إلى تعديل في فقرات البرنامج أم ستترك الأمور على حالتها الأصلية لما كانت عليه قبل شهر، والتي خلفت جدلا واسعا وأثارت غضب المشاهدين المغاربة وصلت صداه إلى صفحات التواصل الاجتماعي وأصبح مادة دسمة غذّت بها الجرائد الوطنية الورقية والإلكترونية صفحاتها في حينه. وبعد مدة ليست بالطويلة يظهرالفنان المغربي "سعد لمجرد" محاطا براقصات كاسيات عاريات في مشهد غير لائق على شاشة قناة عمومية لبلد مسلم اسمه المغرب،فأطفأت جهاز التلفاز وأخذت قلمي ليحتج بكلمات على شكل مقال إخباري نُشر حصريا على جريدة هبة بريس بعنوان "دوزيم تتحدى المشاهدين وتُعيد بث قفطان 2013"،وتذكرت حينها آلاف المغاربة الذين ارتادوا المنتديات الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي وأضاعوا أوقاتا و دقائق من عمرهم ممسكين بلوائح أزرار حواسيبهم للتعليق والاحتجاج على ما أقدمت عليه قناة "الصايل" التي لا تبالي بمشاعرهم،وتذكرت مئات المغاربة الذين حجّوا بروح الغيرة إلى أمام مقر نفس القناة بالدار البيضاء للتنديد بالأفعال الإجرامية التي ترتكبها القناة "المتمردة" في حقهم وحق أسرهم وأطفالهم،وتذكرت نواب العدالة والتنمية الذين احتجوا داخل قبة البرلمان على دوزيم ومسارها الإعلامي "المدروس" و خطها التحريري"المحبوك" الذي يعادي ثقافة المغرب ويتنكر لهويته. كل هذه الأصوات لا تعدو أن تكون إلا صيحات في واد ، رغم اختلاف طرق التعبير عنها وثِقل من أصدروها حيث لم تُثن "المتمردة" دوزيم عن أفعالها المستفزة لمشاعر المغاربة و المخلة بالآداب والخادشة للحياء ، تصرفات يرى المتتبعون أن حدتها قد زادت في لحظة تولي حزب العدالة والتنمية رئاسة حكومة جاءت بعد دستور2011 الذي أقرّ أن المغرب دولة إسلامية ، تصرفات تريد منها دوزيم استفزاز العدالة والتنمية الذي طالما انتقد المسار الاعلامي للقناة واشتكى من طريقة تغطيتها لأنشطته الحزبية و أنشطة الحكومة التي بترأسها،وآخرها غضب بنكيران وحزبه من طريقة تغطية القناة الثانية لحضوره لجلسة المساءلة الشهرية الأخيرة في البرلمان،والمطالبة باتخاذ قرار رسمي من طرف الحزب بمقاطعة القناة "العاقة". دوزيم إذن بأفعالها المستفزة وتصرفاتها الصبيانية- كما يُقال- داخل المشهد الإعلامي الوطني تريد أن ترسل رسائل قوية ومشفرة لأعدائها أنه لا أحد يستطيع ثنيها عن خطها التحريري المتفرد ولا أحد يقدر على إركاعها و إجبارها على سلوك طريق آخر،دوزيم إذن تريد أن تقول ل"بنكيران" أنها لم تعد تخاف ما دامت قد اختارت حضن "التماسيح"و"العفاريت" الآمن لها من بطشه وجبروته، دوزيم إذن تتحدى وزارة "الخلفي" التي أرادت إصلاح القطاع السمعي البصري لكن قطار الإصلاح اصطدم بقطار واقع الضغوطات وانتظار التحكيم الملكي لحل هذا الصراع حول التلفزيون العمومي بين وزير الاتصال من جهة ومدراء الإعلام العمومي والشركات المنتجة من جهة أخرى، في ظل تعنت كل طرف وتشبثه برأيه، والضحية في الأخير التلفزيون في حد ذاته ودافعو ضرائبه. دوزيم اذن تتمرّد على إرادة الشعب المغربي الذي يحتج على سياستها الاعلامية المتبعة للغرب غير مبالية لهذه الارادة ومتذرعة بحرية الصحافة، وتتمرد على القيم الوطنية النبيلة والهوية المغربية الإسلامية ،بل و تتمرّد على أسمى قانون في البلاد ألا وهو الدستور الذي يقر بأن الإسلام هو دين الدولة، فمن يستطيع أن يوقفها عند حدتها ؟؟