"ها نحن نبحر معكم مرة أخرى، عبر سفينة "رونق"، عبر شراع الكلمة التي تتجول بنا في بحور الإبداع الجميل، من القصة إلى الشعر ومن الشعر إلى القصة، لتستقر بنا بمرفأ الرواية. ها نحن نلتقي مرة أخرى، لنصافح الأيادي البيضاء التي تبارك خطواتنا، ونحن نتلمس طريقنا في دروب الإبداع والثقافة المتشعبة. وها هي الرحلة تستمر مع كتاب آخر، ومتاهة أخرى في بحر الكلمة، ورحيل متواصل بين الحرف والقلم الذي يجرفنا إلى عوالمه الساحرة..." بهذه الكلمة أعلن الأستاذ محمد الكلاف (عضو الراصد الوطني) عن انطلاق فعاليات حفل تقديم وتوقيع رواية "لعنة الرحيل" للروائي محمد العربي مشطاط، الذي نظمه "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بتنسيق مع "مندوبية وزارة الثقافة"، مساء يوم السبت 27 أبريل 2013 على الساعة الخامسة، بفضاء المندوبية (طنجة). وقد شارك في الجلسة التقديمية الأستاذ مصطفى الورياغلي (طنجة) بورقة عنونها ب: «ملامح فكرية وجمالية في "لعنة الرحيل"»، تحدث فيها عن: 1- ملمح الفضاء بحيث قدمت الرواية طنجة (الفضاء الرئيس) في صورة مغايرة عن الصورة النمطية السائدة في بعض الأعمال السردية. 2- ملمح الجرأة في اختيار موضوع الرواية المتمثل في رحيل اليهود المغاربة إلى الدولة الصهيونية وما رافقه من بؤس ومأساة، وهو موضوع يتطلب جرأة كبيرة. 3- ملمح التطرف والجنوح إلى الحدود القصوى التي تصل إلى حدود القسوة، وتحول الشخصية الرئيسة ما بين الحاضر والماضي من موقع الضحية إلى موقع الفعل. 4- ملمح الملاءمة أو الاحتمال، والذي يتمثل في كون الرواية غنية بأحداث كثيرة متلاحقة، غنية الدلالات، كثيرة التحولات، متنوعة السياقات، من حيث الشخصيات والفضاءات والأبعاد التاريخية. في حين تطرق الأستاذ صخر المهيف (أصيلة) في ورقته التي عنونها ب: «تعدد الأصوات في رواية "لعنة الرحيل"» إلى بواكير الرواية المغربية وتطورها، مشيرا إلى أنها عرفت تراكما كميا وكيفيا في العقدين الأخيرين، حيث برزت أسماء روائية جديدة منها المحتفى به الروائي محمد العربي مشطاط، بمتنه الروائي الثالث "لعنة الرحيل"، مؤكدا على أن الرواية تميزت بتعدد الأصوات والتي حددها في ثلاث: صوت الراوي، صوت اليهودي المغربي، صوت المسلم المغربي، ويتجلى هذا التعدد في تعدد اللغات والخطابات، كاللغة العامية، واللغة الفصيحة، والرسالة، والوثيقة التاريخية، واللغة الفرنسية واللغة الإسبانية، باعتبار أن السارد اتخذ مسافة بينه وبين شخوصه حيث ترك لها حرية الحديث والفعل بكل حرية، مما يجعل هذا المتن رواية متناقضة وجدانيا ambivalent. وبعد الاستماع إلى الورقتين، تناول الكلمة الروائي محمد العربي مشطاط، شكر فيها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" على المبادرات التي يقوم بها من أجل تشجيع الطاقات الواعدة والتعريف بها، كما شكر الأساتذة الذين تفضلوا بقراءات مختلفة في رواية "لعنة الرحيل"، وحيى الحضور البهي الذي لبى دعوة هذا الحفل البهيج، ثم تحدث عن تجربته الروائية المتمثلة في: "شرف الروح" و"جحور وأوكار" والرواية المحتفى بها. وقد سلط النقاش الضوء على مجموعة من الأفكار والتساؤلات، مما شكل إضافة نوعية إلى الجلسة التقديمية. والمحتفى به، روائي وشاعر وإعلامي، طالب باحث في ماستر تخصص: "الصحافة والترجمة" بكلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، نشر مقالات مختلفة حول السياحة والتعليم والعلاقات الاجتماعية في بعض الجرائد المحلية والوطنية، كما عمل مراسلا لبعض الجرائد وساهم في تأسيس مجموعة من المنابر الإعلامية المحلية والجهوية والوطنية، صدر له: " مدخل إلى نظرية الضدية التآلفية" (فلسفة) سنة 2002، "المدرسة الخاصة: مزايا وقضايا" (دراسة) سنة 2007، "شرف الروح" (رواية) سنة 2009، "جحور وأوكار" (رواية) سنة 2010، "لعنة الرحيل" (رواية) سنة 2012، "الكسيح" (شعر) سنة 2012. وإن كان الروائي عبد القادر الدحمني (مسير الجلسة)، قد أعلن عن نهاية فعاليات الحفل الذي عرف حضور ثلة من المهتمين بالشأن الإبداعي من: مبدعين، نقاد، إعلاميين، إطارات ثقافية (فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة وصالون طنجة الأدبي)، أساتذة، طلبة، تلاميذ، نقابيين، الذين لبو دعوة "الراصد الوطني للنشر والقراءة" للاحتفاء بالروائي محمد العربي مشطاط وبرواية "لعنة الرحيل"، فإن هذه اللحظة الإبداعية ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة طنجة و"رونق المغرب".