في إطار أنشطته السنوية، ينظم المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، ندوة وطنية حول " المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية وقضايا اللغة والهوية"، وذلك تماشيا مع روح الدستور الجديد، وإثارة للنقاش العام والمفتوح، مع الفاعلين الأكاديميين ومسؤولي القطاعات العمومية المنشغلة بالسؤال اللغوي وعلاقته بالثقافة المغربية، وذلك يوم الخميس 21 مارس 2013 بالمكتبة الوطنية، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا.وستتمحور أشغال هذه الندوة حول المحاور التالية: الهوية المغربية بين التعدد المجتمعي والتدبير القانوني. تجارب رائدة في التدبير المؤسساتي للتعدد الهوياتي واللغوي. المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية : التشكيل والأدوار المنتظرة. ورقة تقديمة اعتبارا للخلفية التي يمتح منها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، والتي تنشغل بكل قضايا القيم والمجتمع والثقافة، وعلاقة ذلك بالسياسات العمومية، فإن المركز قرر أن يبادر بفتح النقاش العمومي، حول هذا الورش الحيوي والهام، وذلك تماشيا مع روح الدستور الجديد، الذي نص على تشكيل مجلس وطني للغات والثقافات، وذلك قصد إرساء مؤسسة وطنية تعنى بالسؤال اللغوي والثقافي في مغرب اليوم، بروح من التشارك والنقاش العلمي والأكاديمي الرصين، وبانخراط كافة أطياف المكونات المغربية، من فاعلين سياسيين وجمعويين وأكاديميين ومسؤولين عن القطاعات العمومية المعنية بالأمر بشكل مباشر أو غير مباشر. والمركز، إذ يقدم على هذه الخطوة، فإنما يستشعر حساسية اللحظة الإنتقالية التي دخلها المغرب، والتي تتميز بوجود حكومة شعبية وتعبر عن إرادة المواطنين، وبالتالي، فإن توسيع النقاش في القضايا الجوهرية والهامة في حياة المغاربة، يقتضي أولا، فهم طبيعة المجلس، وكذا أهدافه وأسسه، وأيضا فهم علاقة الثقافي/ اللغوي/ الهوياتي، بالمسألة القانونية، ومدى إمكانية وضع تصور ناظم للمشروع المجتمعي الذي ينشده المغرب لمستقبل أبنائه ولبناء نهضته التنموية. في هذا السياق المتحول، والمثخم بالأسئلة والإشكاليات، تأتي ندوة المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، لتدشين نقاش هادئ ورصين بعيد عن كل استقطاب إديولوجي أو سياسوي متحيز، بل إن هاج المركز هو المساهمة بجانب بقية الفاعلين في إنضاج رؤية وطنية تكون محل توافق بين كافة الأطراف والفاعلين بتعدد مشاربهم وانتماءاتهم وخلفياتهم العلمية والأكاديمة والعالمية.