انطلق برنامج "صيف بدون مخاطر نسخة 2012" الذي يسهر على تنفيذه مسعفو الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة بشواطئ أشقار الثلاث "شاطئ الصول" و"شاطئ باقاسم" و"شاطئ عروس البحر". ويعنى هذا البرنامج أساسا بتوفير التغطية الإسعافية للمصطافين، إذ يمثل محور إنقاذ الأرواح وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين العمود الفقري لهذا البرنامج الذي يستمد قوته من الأهداف الإنسانية السامية التي تؤطر عمل الهلال الأحمر المغربي وعبره عمل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. إلى جانب ذلك، يجعل المتطوعون من هاته الشواطئ فضاءات للمتعة والاستفادة وللتخفيف من المخاطر في نفس الحين. فعبر المسابح التي تؤثث فضاءات الهلال الأحمر المغربي، وعبر ورشات الألعاب والرسم والمسابقات والنقش على الرمال، يحاول المتطوعون توجيه خدماتهم خلال فترات الذروة نحو الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للمخاطر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسباحة بشواطئ اشقار. فضاءات الهلال الأحمر المغربي توفر للكبار أيضا إمكانات للاستفادة واكتساب المعارف والمهارات المتعلقة بإنقاذ الأرواح وحماية الإنسان من الأخطار المحدقة به جراء الإصابات والممارسات الخاطئة التي تطبع سلوكياته، بحيث تنظم في هذا الصدد ورشات للتحسيس في مجالات الإسعافات الأولية والصحة المجتمعية بما فيها الوقاية من التعفنات المنقولة جنسيا والسيدا. أنشطة أخرى عنيت بالاهتمام في هذا البرنامج، الأمر يتعلق بالبحث عن الأطفال المفقودين وعن أهاليهم. وصلب الاهتمام بهذا الجانب ينبعث مما تخلفه هذا الوضع من حالات نفسية غاية في الخطورة تستوجب التدخل السريع لتفادي المضاعفات التي قد تنتج جراء فقدان أحد أفراد العائلة. لهذا السبب يجند المسعفون كل طاقاتهم لإعادة الاطمئنان إلى الأطراف المعنية مستفيدين في ذلك من رغبتهم في إسعاد الناس ومن التقنيات التي يوفرونها لتسهيل وتسريع عملية البحث. ويحظى ذوا الاحتياجات الخاصة بعناية فائقة تتناسب وما تتطلبه حالتهم من دعم مادي ومعنوي، إذ يحاول المسعفون توفير كل شروط الراحة والاستمتاع عبر توفير الفضاءات المناسبة لهم وتمكينهم من الخدمات التي تساعدهم على الاصطياف في جو يليق بهم، ومساعدتهم على السباحة باستعمال أدوات وآليات مخصصة لهذا الغرض. ويبقى القاسم المشترك لكل محاور برنامج "صيف بدون مخاطر" هو إنقاذ الأرواح وحماية كرامة الإنسان، ويبقى الفاعل الأساسي في هذا البرنامج هو المسعف المفعم بحب الخير للناس والمجبول على إيثار الغير رغم ما يتخبط فيه من مشاكل، ورغم ما تعترض سبيله من مطبات. فهذا هو التطوع وهذا ديدن المسعف بالهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة.