رشيد عبود - شبكة طنجة الإحبارية نظمت عدد من الجمعيات العاملة في مجال التوعية الصحية و الإجتماعية حملة واسعة للتبرع بالدم لدى المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة ساهمت في توفير احتياطي هام من هذه المادة الحيوية بالمركز .و عن هذه المبادرة الإنسانية النبيلة فقد أكدت السيدة فريدة الشنتوف رئيسة جمعية الزهراء للتنمية و التوعية الإجتماعية بأن هذه الخطوة جاءت وعيا من الجمعية بأهمية العمل التضامني الإنساني للمساهمة في عمل جماعي من شأنه نشر ثقافة التبرع التطوعي بالدم مع الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إليه لإنقاذ حياتهم، بين فئات عمرية مختلفة من المجتمع و التحسيس به عن طريق العمل الميداني المباشر ،و ذلك انطلاقا من الإمكانيات المتواضعة للجمعية الفتية و مساهمة المنخرطين الذين فاق عددهم المائة متبرعا خلال هذه المرحلة التي امتدت على مدى أربعة أيام متواصلة. معتبرة بأن النقص الكبير الحاصل في احتياط الدم والطلب المتزايد على هذه المادة محليا ووطنيا يقتضي المزيد تضافر الجهود بين جميع المتداخلين من اجل التعبئة والتحسيس بأهمية نشر ثقافة التبرع بالدم وجعلها سلوكا اعتياديا وواجبا أخلاقيا ووطنيا لا يرتبط بالضرورة بوقوع حوادث أو إجراء عمليات جراحية، لأن هناك باستمرار حالات تنتظر كميات من الدم لإنقاذ حياتها .و من جهته فقد أكد الدكتور أحمد واكريمي اختصاصي في أمراض الدم مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة طنجةتطوان في حديث له خص به الجريدة ،فبالنسبة للإنسان العادي السليم فكمية الدم تقارب 5 إلى 6 لترات ، وتبرعه بكمية قليلة من دمه تقريبا من 350 إلى 450 مل ، لا يؤثر على جسمه بل بالعكس. فداخل الشرايين والأوردة الدموية يضيف الدكتور واكريمي تسبح كريات الدم الحمراء و البيضاء والصفائح الدموية في البلازما. و معلوم أن مهمة الكريات الحمراء هي لإيصال مادة الأكسجين الضرورية إلى جميع الخلايا لتتنفس وبالتالي لتعيش وتمنح الحياة للجسم. إذا تابعنا شخصا قبل تبرعه وبعد تبرعه نلاحظ أنه قبل عملية التبرع بالدم، يكون عنده عدد الكريات الحمراء مرتفعا ، ما يجعلها مزدحمة وبالتالي فإن وصولها إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين بطيء، إذا عمل الخلايا سيكون ضعيفا وذلك لقلة الأكسجين الذي يصلها، فنلاحظ أن الشخص أقل نشاطا وأقل حيوية.أما بعد التبرع ، فإن عدد الخلايا في الدم يصبح أقل، وبالتالي فوصول الكريات الحمراء إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين يكون سريعا، لانعدام الازدحام.وأثبت العلم الحديث مؤخرا بالدراسة والتجربة أن التبرع بالدم، يكون العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية المستعصية علما أن المتبرع بالدم يسترجع البلازما في 24 ساعة ، الكريات البيضاء في 24 ساعة، الكريات الحمراء في 3 أسابيع، والصفائح بعد 7 أيام.إذ بعد عملية التبرع يقع ما يسمى HEMODILUTION و يعني أن الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح أقل عددا، وأن البلاسما يحتل الحجم الأكبر، وبالتالي فإن عوامل التخثر الموجودة في البلازما تكون أكثر تركيزا في الدم وتصل بسرعة للمكان الذي يشكو من النزيف، وإذا علمنا أن عوامل التخثر تلعب دورا أساسيا في إيقاف النزيف فالتبرع بالدم يعالج جميع حالات النزيف ، كذلك بالنسبة للبروتينات في البلازما التي تلعب دورا في انسداد الجروح، تكون مركزة في السائل الدموي وتصل بسرعة إلى مكان الجرح. فمثلا في حالة المريض بقرحة المعدة إذا تبرع فإن البروتينات ستصل بكمية كبيرة وبسرعة إلى المعدة لعلاج وسد القرحة مقارنة مع إنسان مريض بقرحة لا يتبرع بالدم ، فإن هذه البروتينات لن تصل بسرعة لمكان الجرح ، وبالتالي فانسداد الجرح سيستغرق عنده وقتا أطول. كما نذكر أيضا حالة الشقيقة التي ترجع أساسا إلى تقلص قطر بعض شرايين الدماغ، فإن بعض الكريات الحمراء الحاملة للأكسجين تجد صعوبة للوصول إلى خلايا الدماغ وبالكمية المطلوبة ، فينتج عن هذا آلام مزمنة في الرأس ولكن بعد عملية التبرع بالدم، رغم تقلص الشرايين، فإن الكريات الحمراء ستكون قليلة وبالتالي يمكنها اختراق هذه الشرايين والوصول إلى خلايا الدماغ وتزويدها بالأكسجين اللازم فيزول ألم الرأس.و عن عمل المركز فقد قال واكريمي بأن المركز لا يعرف خصاصا كبيرا في مادة الدم و ذلك بفعل تزايد عمليات الإقبال على التبرع التطوعي به ،حيث ارتفعت نسبة المتبرعين بنسبة 8 في المائة سنة 2010 مقارنة مع سنة 2009 حيث فاقت نسبة تغطية الخصاص في الدم نسبة 136 في المائة سنة 2010 بفعل تبرع أكثر من 11221 متبرعا خلال نفس السنة،علما أن المركز وضع استراتيجية جهوية امتدادا للإستراتيجية الوطنية في المجال لتفعيل عملية التحسيس والتبرع بالدم ، تقوم أساسا على تشخيص الوضع الراهن وحصر مؤشرات التحسيس ومؤشرات التبرع بالدم وشرحها وتنويع الوسائل المستعملة للتحسيس .ويبقى الهدف الكبير لهذه الاستراتيجية حسب واكريمي دائما تلبية حاجيات المرضى على الصعيد المحلي و الجهوي ، عن طريق متابعة برامج تحسيس المواطنين وإطلاعهم على مدى الاحتياجات للتبرع بالدم وفوائده ،سواء داخل المركز بشارع المسيرة الخضراء أو عن طريق قوافل طبية تحسيسية دورية بالإضافة إلى الزيارات الميدانية لبعض المعاهد و المدارس و الشركات و الكليات الجامعية بالجهة و الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني التي أصبح لها دور فاعل في هذا المجال.