نظمت ساكنة مدشر العوامة مسيرة احتجاجية على السلوكات العنيفة لقائد المقاطعة رقم 19، جراء التدخلات العنيفة للسلطة في عدد من المناسبات التي تلجأ من خلالها إلى هدم البناءات العشوائية، والتي كان آخرها صبيحة يوم الجمعة الماضي 16 دجنبر على السابعة صباحا، حيث تم الاعتداء على عدد من المواطنين من طرف بعض رجال السلطة المحلية بالركل والتعنيف اللفظي والجسدي وفي مناطق حساسة بحسب بعض الشهادات. وهو ما أدى إلى تطور الوضع وخروج الساكنة في مسيرة احتجاجية كانت متوجهة إلى الولاية، قبل أن يتدخل المستشار مارصو مستشار بمقاطعة بني مكادة لتهدئة الخواطر ولعب دور الوساطة. حيث تم انتداب ممثلين عن الساكنة لفتح حوار مع الولاية بحضور عدد من المسؤولين السامين ومستشار حزب العدالة والتنمية، تم الاتفاق خلاله على تسهيل عملية الترخيص بالبناء بمدشر العوامة تفاديا لنشوء البناء العشوائي وغير القانوني. وقد طرحنا السؤال التالي على المستشار مارصو عن حزب العدالة والتنمية: هل يدعم حزبكم البناء العشوائي على غرار الطريقة ذاتها التي يلجأ إليها بعض المنتخبين للرفع من شعبيتهم، فأجابنا بكل حزم معتبرا أن تدخل الحزب في المناسبتين جاء للقيام بدور الوساطة وكفاعل يحظى بالثقة لدى الطرفين خاصة بعد انفلات الأوضاع وإشرافها على مزيد من الاحتقان، واعتبر أن الحوار مع الولاية كان إيجابيا وأن العدالة والتنمية تدعم تمتيع الساكنة برخص البناء وصولا إلى مظهر جميل للمدينة في منطقة تقع على مرتفع استراتيجي يطل على مدينة طنجة. غير أنه لم يخف خشيته من العراقيل التي تضعها الوكالة الحضرية ومقاطعة بني مكادة في تسهيل مسطرة منح رخص البناء بشكل يشجع على البناء العشوائي والرشوة في مجال التعمير. وأكد لنا في ذات الوقت أن طلبات كثيرة لرخص البناء لازالت موضوعة على مكتب لرئيس المقاطعة منذ مدة طويلة في انتظار التوقيع عليها، لكن هذا الأمر لم يحصل وهو أحد الأسباب الرئيبسية لهذا الاحتقان وتشويه المنظر العمراني العام للمدينة بمنطقة العوامة، وأكد في ذات الوقت أن عدد كبيرا من ساكنة مدشر العوامة لم تخف استعدادها للبناء بطريقة قانونية تحفظ لها كرامتها وأرزاقها من مخاطر الهدم أو "الحكرة".