التقى في البحرين، التي تستضيف مقر الاسطول الامريكي الخامس، ممثلون عن 25 بلدا في مؤتمر عقد للتداول في شتى القضايا الاقليمية بما فيها مشكلة القرصنة المتفشية في المياه المحاذية للصومال. وكانت اعمال القرصنة قد تضاعفت ثلاث مرات في السنة الاخيرة مقارنة بسابقتها، حيث يحتجز القراصنة الصوماليون الآن 17 سفينة و300 بحارا لاجل الفدية. ودعا وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في كلمة القاها يوم السبت امام المؤتمرين شركات الملاحة التجارية الى بذل جهود اكبر لحماية سفنها في خليج عدن ومنطقة القرن الافريقي. وقال جيتس إنه بدل التوقف عندما يأمرهم القراصنة بذلك، يجب على اطقم السفن رفع السلالم ومحاولة الهرب. واضاف المسؤول الامريكي ان هناك حالات عديدة وقعت في الآونة الاخيرة نجحت فيها السفن في التملص من القراصنة. كما اقترح جيتس ان تزود هذه الشركات السفن التابعة لها بحرس مسلحين. الا ان مصادر ملاحية في لندن سارعت الى وصف هذا المقترح بأنه غير عملي. وقال احد كبار المحامين المتخصصين بالقانون البحري لبي بي سي إنه لو تمكنت شركات التأمين من الاثبات ان صداما مسلحا مع القراصنة يرقى الى ان يكون "استخدام غير قانوني للسلاح في اعالي البحار" فإن هذه الشركات قد تمتنع عن تعويض مالكي السفينة المعنية عن اي ضرر قد تكون تكبدته نتيجة ذلك الصدام. ومن ضمن المقترحات التي نوقشت في مؤتمر المنامة استخدام القوة العسكرية لضرب القواعد التي ينطلق منها القراصنة في البر الصومالي، بما ان كل المشاركين تقريبا يجمعون على ان مطاردة القراصنة في عرض البحر لن يحل المشكلة من اساسها بل يعالج اعراضها فقط. يذكر ان الولاياتالمتحدة اعلنت مؤخرا انها ستطرح مشروع قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يخول الدول المختلفة شن هجمات على قواعد القراصنة في الصومال، بعد الحصول على موافقة الحكومة الصومالية الانتقالية. ولكن بينما يؤكد جيتس ان مصدر المشكلة لا يتعدى عشيرتين او ثلاث من العشائر الصومالية، لم تتمكن الولاياتالمتحدة بعد من جمع المعلومات الاستخبارية الكافية التي تمكنها من استهداف الاشخاص المسؤولين فقط دون التسبب في خسائر في صفوف المدنيين الابرياء. واكد ضباط بحريون امريكيون للمؤتمرين ان الامر الذي تأكدوا منه هو عدم وجود علاقة بين القرصنة والارهاب. وقال هؤلاء إنه لو تغير هذا الامر، عندئذ سيصار الى اعتماد سياسات اكثر تشددا بكثير. وفي ذات السياق، قال وزير الدفاع البريطاني جون هوتون لبي بي سي إن العالم يدفع ثمن تجاهله للوضع في الصومال، وان القرصنة هي النتيجة. وقال الوزير البريطاني إن طبيعة التهديد الذي يمثله القراصنة قد تغيرت بشكل جذري في الاشهر ال 12 الماضية، وان اساس المشكلة يكمن في القواعد التي يحتفظ القراصنة بها على البر. ومضى الى القول: "لم نعر الصومال الاهتمام الواجب، وهذه هي النتيجة. وقد يزداد الوضع سوءا ما لم نحاول حل المشكلة بالتعاون مع شركائنا واصدقائنا في المنطقة ومع حلفائنا. إن القرصنة من الظواهر المرتبطة بالدول الفاشلة، وهناك ظواهر اخرى كذلك كالارهاب والاتجار بالمخدرات وتجارة البشر و ما الى ذلك. لا يسعنا السماح لهذه الدول النائية ان تتدهور الى هذا المستوى من الفوضى." واخيرا، هناك مشكلة مقاضاة المتهمين بارتكاب جريمة القرصنة. فقد اتفق ضباط بحريون كبار من الولاياتالمتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول على ضرورة ايجاد هيكل قضائي دولي يقوم بهذه المهمة. وتتردد القطع البحرية الدولية حاليا في القاء القبض على القراصنة لأنه في اغلب الاحول لا يوجد سبيل لمقاضاتهم. وقال بعض الضباط البحريين إن الحل يكمن في محكمة دولية تدعمها الاممالمتحدة، وربما حتى تأسيس سجن دولي يسجن فيه المحكومون.