حين ابتدع وزير الدعاية في حكومة هتلر "جوزيف بول غوبلز" تلك المقولة " إكذب ثم كذب ثم كذب حتى يصدقك الناس" فإنه بلا شك لم يكن يعرف أن هناك من قد تجاوزه في الكذب ملايين المرات ليصل درجة " الإستحمار" أي استحمار الشعب . لاشك أن لفظة الإستحمار التي قد تأتي انسجاما مع الحمار والذي نعتذر له بالمناسبة أشد الإعتذار لأنه مسكين ومفترى عليه وإن كانت ايضا لدلالة أننا حمير مادام أننا نسمح لهم باستغباءنا عن طريق نهب أموالنا لتمويل أبواقهم التافهة والمملة ، ولا شك ايضا أن وزير هتلر حمار لأنه اختزل قضية الإخضاع والسيطرة والتحكم في الكذب دون أن يدري ان هناك من تجاوزه في المغرب بالإستحمار اي استحمار الشعب وهي أكثر الدرجات علوا وتجاوزا للكذب فالكذب يبقى كذبا أما الإستحمار فهو لا يكتفي بالكذب عليك بل يعتبرك مجرد حماربأدنين طويلتين وذيل طويل ،هكذا شاهدنا التلفزيون كيف قزّم الهبة الشعبية لتلائم أكاذيب الداخلية والتي خرج فيها المغاربة في طنجة لوحدها بأزيد من عشرات الآلاف في 20 مارس حيث لم تستحي القنوات المغربية الفاشلة في الإمعان والسخرية من عقول المغاربة حين قالت أن اصغر تجمع سجل عدد مشاركيه حوالي 12 شخص !!؟؟ وهي قمة الغباء مع أني تساءلت يوما وأنا أقول " إذا كان مسيروا التلفزيون أغبياء فالعيب فينا لأننا نصمت عن غباءهم وإذا كنانحن أغبياءفالعيب فنا أيضا لأننا نصدق كل شيء بما فيها اسطوانة الإصلاح المرتقب " وزيادة في الإهانة واستحمار المشاهدين قالت القناة " إن المحتجين طالبوا بالحكامة الجيدة !!؟؟" ياسلام على التغطية !!! وايضا ببعض المطالب الإجتماعية والإقتصادية !!!. الله أكبر لقد صدقناكم . بالله عليكم ألا تستحيون !!! . إن تلفزيون المغرب متخلف ولا يمكن اعتباره سوى بوق لتكليخ الشعب والإمعان في إهانته فكيف يمكن اختزال هبة شعب بأكمله في روبورطاجات سخيفة تصور لافتات مقصودة وتستثني أخرى وإرفاق عبارة " انسجاما مع الخطاب الملكي " ؟؟ وكأن هؤلاء قد خرجوا انسجاما مع الخطاب الملكي !!!.فإذا كانت القنوات المغربية الفاشلة مجرد أداة للداخلية المغربية فإنه آن الأوان لكنس الداخلية المغربية من رؤوس الفساد التي تريد أن تحكمنا بعقلية بوليسية وبقانون الطوارئ وخلق الحركات الوهمية لإشعال حرب بين المحتجين في الشوارع على غرار ما فعله المخلوع مبارك حين أرسل لصوصه وبطانته لمحاولة اختراق الحركات الإحتجاجية وإخلاء ساحة التحرير ، غير أن الرقم الملاحظ في مسيرات 20 مارس والتي أعلنت عنه الداخلية المغربية وهو 35.000 محتج في جميع ربوع الوطن يظهر حجم السقوط المروع الذي تعيشه النسخة الثانية للكاب 1 والكاب 2 لأن هؤلاء الذين وضعوا هذا الرقم تناسو أن المغاربة لا يشاهدون الإعلام المخزني وأن المواقع الإلكترونية وبخاصة يوتوب قد تكفلت بالأمر ،كما أن مهندسي الإستغباء الشعبي كان عليهم أن ينقلوا تلك الشعارات الجريئة التي كان يهتف بها المحتجون والتي كان من بينها المطالبة بانتخاب جمعية تأسيسية لا تشكيل لجنة استشارية فاقدة للمصداقية والملكية البرلمانية حيث يسود فيها الملك دون أن يحكم ومحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم وحل حزب الداخلية أي الأصالة والمعاصرة .وكان عليهم أن يتحلو بالقليل القليل من الحشمة ليكفوا عن استخلاص الضرائب من جيوب الفقراء لتمويل تلفزيون فاشل يمارس التعذيب بسبب نشراته الإخبارية المتخلفة . إن المغاربة مدعون اليوم قبل غدا لتنظيم احتجاجات شعبية أخرى ضد التلفزيون المخزني الذي لا نعرف لما يمول من ميزانية الشعب إذا كان مجرد بوق ناقل لبيانات الداخلية ويكرس لعقلية القطيع ونشر ثقافة التسطيح والميوعة من خلال البرامج التافهة والوصلات الغنائية والأفلام الرديئة كما انه أن الأوان لمقاطعته نهائيا مع الإمتناع عن إعطاءه أي تصرحات أو حورات أو المشاركة في برامجه التافهة هكذا سيفهم هؤلاء أنهم متخلفون لأنهم يريدون إرجاع المغاربة للعهد الحجري . والحقيقة أني اشد بحرارة على يدي جميع الأحرار في مسيرات 20 مارس وأقول لهم شكرا على سلميتكم وانضباطكم إنها البداية فحسب فالطريق طويلة وأخد النفس يجب أن يكون عميقا خاصة أن المسيرة الأخيرة أتبتث أن العدو اللذوذ للمغاربة هو المصالح السرية وعملاء المخزن الذين يريدون ايقاف عجلة التغيير خوفا على مصالحهم الشخصية لاغير ولكم استغربت حين كان عدد من الإنتهازيين والمتسلقين يحاولون وأد الحركة الإحتجاجية حتى بعد خطاب الملك قائلين " إن الدولة استجابت لرغبة الشعب " فقلت " عجبا وأين نحن من الإستثناء المغربي ؟ إوا سيادكوم جابوها وإن شاء الله المزيد لغاية الوصول لدستور ديمقراطي حقيقي ولملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم أما أنتم معشر المطبلين والمزمرين كلشي عاق بيكم تفرشتوا وعلى قول الأية الكريمة " موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب " . [email protected]