تشهد عدة جهات من المغرب مشاريع تنموية ضخمة بما يتحقق لها من بنيات تحتية وتجهيزات اقتصادية وخدماتية، و في مقدمتها المواصلات بمختلف أنواعها من طرق سيارة و خطوط للسكة الحديدية وموانىء و مطارات. و تخلق هذه المشاريع فرص عمل تمتص جزء من البطالة عامة و تشغل عددا من ساكنة المناطق أو الجهات التي تحتضنها ،فضلا عن فك العزلة عنها. و إذا كانت المناطق الشمالية و خاصة جهة طنجة/ تطوان تشهد تنفيذ مشاريع وأوراش كبرى و مهمة ترتبط بالمشروع الضخم المتمثل في ميناء طنجة المتوسط وورش الطريق الساحلية طنجة/ الحسيمة، فإن منطقتي شفشاون و وزان تعدان صلة وصل بين أقصى الشمال و الغرب (عبر القنيطرة ) و الشرق ( عبر فاس)،و تشكلان حلقة أساسية في ربط الجسور بين هذه المناطق . و قد وعى المستعمر أهميتهما الاستراتيجية كما تدل على ذلك شواهد التاريخ ، حيث كانت وزان مرتبطة بجهة الغرب بخط للسكة الحديدية عبر حد كورت،و الذي كان يستخدم أساسا للأغراض العسكرية. كما أن مطار وزان، و الذي يستعمل اليوم للتزود بالمياه و الاقلاع و الهبوط الخاص بالطائرات المستخدمة في إخماد حرائق غابة إيزارن كلما شبت فيها النيران، دليلان على أن المنطقة كانت تحضى بما تستحقه من عناية و اهتمام. و بعدها دخلت حالة من العزلة و الانكماش بفعل عدم تطوير مثل هذه البنى التحتية و استخدامها في ما سيعود على المنطقة و ساكنتها بالنفع سواء في مجال النقل أو الرواج التجاري. و يتم الحديث في هذه الأيام ، بموازاة الحديث عن مشروع القطار الفائق السرعة الذي سيربط طنجة بالبيضاء، عن مشروع للمكتب الوطني للسكك الحديدية يقضي بإعادة تشغيل عدد من المحطات بالمنطقة وخاصة محطة قرية بن عودة المعروفة باسم محطة أولاد المامون الواقعة على بعد 10 كلمترات من مدينة سوق أربعاء الغرب في اتجاه طنجة . و إن ربط هذه المحطة بمدينة شفشاون عبر مدينة وزان بحافلات تابعة للمكتب على غرار ربط مدينة تطوان عبر محطة سيدي اليماني، سيمكن منطقة جنوب الريف الغربي من الخروج من عزلتها و ربطها بشبكة مواصلات أرحب ستعود عليها بالنفع العميم في انتظار ربطها مباشرة بشبكة النقل الوطنية بإعادة إحياء الخط السككي وزان/ سيدي قاسم و توسيع و تجهيز و تشغيل مطار وزان. و بين واقع الحال و تحقيق ما تحلم به ساكنة المنطقة (وزان - شفشاون) تبقى جهود المنتخبين وممثليها في البرلمان و الغيورين عليها من أبنائها ضرورية. وهي الكفيلة بالدفاع عنها لدى الجهات المعنية بهذا الملف ، و خاصة وزارة التجهيز و النقل و المكتب الوطني للسكك الحديدية ، من أجل تنمية بشرية مستدامة. [email protected]