خلّفت التساقطات المطرية الغزيرة والمتواصلة، التي عرفتها مدينة تطوان في اليومين الماضيين، خسائر مادية متباينة. فقد سجل اختناقا في بعض محاورها الطرقية، وتسربت المياه إلى منازل المواطنين في عدد من الأحياء المعتادة على ذلك في كل موسم شتاء.وقد عاشت بعد الأحياء ليلة سوداء بعد أن فاض كل شيء عنهم وتحولت الأزقة الضيقة إلى وديان ،فيما قنوات الصرف الصحي فهي دائما تبقى بدون فائدة في مثل هذه اللحظات التي تشهد فيها مدينة تطوان فيضانات متتالية ولا أحد يحرك ساكنا ؛وغير بعيد عن عن مدينة تطوان فقد عاش المضيق والفنيدق و مرتيل بدورهم نفس المأسي والليالي السوداء ،بسبب ضعف البنيات التحتية التي تتوفر عليها هذه المنطقة. وقد غرقت المحطة الجديدةلتطوان في الماء لتصبح كالجزيرة العائمة لتفضح بدورها جزأ من الغش في بنيتها التحتية خصوصا وأنها حديثة النشأة . وفي المقابل فقد سجل كذلك انجرافا للتربة أدى إلى انهيار جسر صغير على الطريق الرابطة بين كل من "بوحمد" و"السطيحات"، دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا. وقد تدفق واد مارتيل الذي ارتفع مستواه إلى حوالي 9 أمتار. وسجل بعين المكان أن حي " كويلمة " كان من الأحياء الأكثر تضرار من الفيضانات مما استدعى تدخل رجال الإطفاء الذين عبأوا مختلف المعدات، بما فيها الزوارق المطاطية، لإجلاء السكان. واجتاحت مياه الأمطار أيضا معملا لتعبئة الغاز ومحطة للوقود، التي تضررت جراء تناثر جذوع الأشجار ومخلفات أخرى جرفتها مياه الوادي. ولا زالت عمليات التطهير متواصلة من أجل إعادة فتح الطريق في وجه حركة السير. ومن جهتها توقفت الإذاعة الجهوية لتطوان عن البث بسبب عطل على مستوى الخط الهاتفي البعيد المدى. كما تسببت هذه التساقطات في إغلاق الطريق التي تربط بين تطوان وشفشاون على مستوى قنطرة تامودا.