عبد الرحيم بلشقر خَلَفَ خُروج رشيد نيني من السجن، بعد قضائه سنة سجنا بالمركب السجني عكاشة بمدينة الدارالبيضاء، ردود فعل متباينة وإن كانت معظمها، تبطن تضامنا مطلقا وغير مشروط مع صاحب عمود "شوف تشوف"، لأن اعتقاله وطريقة محاكمته جاءت في ظروف جد حساسة كان يعيشها المغرب، تزامنت مع تزايد المد الشعبي للحراك الثوري بعد 20 من فبراير. وكان رشيد نيني قد تم اعتقاله بتهمة ازدراء وافتراء على القضاء، وصودر في حقه سنة سجنا نافذا، خرج على إثرها يوم أمس السبت بعدما استنفذ مدة الحكم. وبعد حفاوة الاستقبال التي حظي بها "رشيد نيني" من طرف القراء المحبين والصحفيين والحقوقيين والنشطاء، أمام بيته بمدينة بن سليما قرب الدارالبيضاء، يطرح السؤال إلى أي وجهة سيشد الرحال بعدما كانت مقالات عموده الشهير في الصفحة الأخير بجريدة المساء "تشوف تشوف". فقد كانت مقالاته تتطرق لمواضيع سياسية واجتماعية جريئة، كما تميزت بنقده اللاذع للشأن السياسي الهجين في المغرب، إلى ذلك كان يفضح سلوكات بعض من يستغلون النفوذ للعتي في الأرض فسادا. وقد كان عمود الرأي "شوف تشوف" يلقى إقبالا كبيرا من حيث القراءة، وكانت المواضيع التي يثيرها تلقى اهتماما حثيثا، وكم كانت مقالاته مرجعا للبسطاء اللذين تخدعهم مكائد السياسة، وأبواقها الإعلامية، وكم كانت كتاباته يستأنس بها في حلقيات الحرم الجامعي بين الطلاب، وكم كانت أحرفه تنزل علقما في جوف أباطرة مفسدين أهلكوا الحرث والنسل، وأبدعوا في الفساد عتيا. فيا ترى أين سيرحل مركب الكتابة بهذا المهاجر المتألق بين دروب الكتابة ومسارات الفضح الأنيق، فهل فعلا سيعتزل رشيد نيني الكتابة كما يدعى البعض؟ هل فعلا سيسمح له بتأسيس جريدة اسمها الفجر؟ أم أن رشيد نيني له سيختار لنفسه مسارا آخر؟