فاز الفيلم المغربي الطويل (الجامع) لمخرجه داوود ولاد السيد، أمس السبت، بالجائزة الكبرى للدورة ال 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 26 مارس إلى 2 أبريل الجاري. وفاز الممثل عبد الهادي توحراش عن دوره في فيلم "الجامع" بجائزة أحسن دور رجالي. وقد عالج المخرج أولاد السيد في فيلمه موضوع "المقدس" من خلال ديكور فيلمه السابق "في انتظار بازوليني"، الذي تم نسيان هدمه، حتى اعتقد سكان القرية التي صور فيها الفيلم أن الأمر يتعلق بجامع حقيقي وأضحى بالنسبة لهم مكانا للعبادة، مما طرح مشكلة صعبة بالنسبة لمالك الأرض (موحا)، هل يجب هدم هذا المسجد الذي هو في واقع الأمر ليس إلا ديكورا. وعادت الجائزة الكبرى للشريط القصير للمغرب أيضا عن فيلم "مختار" للمخرجة حليمة الوردغي، الذي يحكي قصة راعي ماعز يعثر على (بومة) جريحة ويحملها إلى البيت قصد العناية بها، غير مدرك أنه باستقدامها الى البيت يكون قد استقدم طائرا يعد نذير شؤم في المعتقد الشعبي. أما الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي فعادت للشريط المغربي- الكندي "السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة" للمخرجة والمنتجة المغربية هند بنشقرون والسينمائي التركي سامي مرمر. ويقرب الشريط الجمهور من العوالم الغنية لثلاثة رجال مسنين، وهي عوالم حزينة وفرحة في نفس الآن. كما يصور الشريط تشبث الشخصيات بالحياة وتصورهم عن الموت وإصرارهم على العمل دون توقف رغم تقدمهم في السن. وتميز حفل اختتام الدورة ال17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي نظم بسينما (إسبانيول) وتخللته فقرات فنية قدمتها فرقة "فلامينكا" برئاسة جلال شقارة، بتكريم قيدوم صحافيي مدينة تطوان ومراسل صحيفة (لوماتان) بالمدينة السيد عبد العزيز المرابط. كما تم تكريم المخرجة الإسبانية شوس غوتييريس، التي عالجت في بعض أفلامها موضوع الهجرة السرية، وصورت أحدها بمدينة بني ملال. وأعربت المخرجة الإسبانية، التي أهدت التكريم لكل النساء المغربيات، عن سعادتها بتكريمها بالمغرب، الذي استلهمت من غنى تراثه عددا من أعمالها السينمائية.