الفكرة تناقش و الرأي يحترم و نحن نحترم كل من ناصر فكرة حركة 20 فبراير, و لكن يجب أن نعرف أنه حتى ولو توافق المغرب كله على الفكرة باستثناء مواطن واحد فهذا يعني أن الفكرة لا تعبر عن 35 مليون مغربي, لأن ذلك الواحد المستثني مواطن مغربي له رأيه الشخصي رغما عنا جميعا, فما بالك بنصف الشعب أو أكثر معارض للفكرة ... كما أن إختلاف الشعب مع نفسه لن يعطي نتيجة وسنكتشف ذلك عاجلا أم آجلا , و الطامة الكبرى هي الإختلاف في الموضوع المطلبي لحركة 20 فبراير نفسها, لأن المتوافقون نفسهم مع الحركة اختلفوا مع بعضهم البعض في المطالب, فهناك من يطالب بالإصلاحات الدستورية و تغيير الحكومة و أخر يطالب بالتغيير الجذري من ملكية تنفيذية نحو ملكية برلمانية, هناك من نشر بيانات حرية التعبير المطلقة لكي يشرب الخمر بحرية و يأكل رمضان في الشارع و يدعو إلى العلمانية, و هناك من يطالب بنظام إسلامي محض, و البعض الآخر يدعو إلى توفير ظروف العيش الكريم عن طريق تحقيق الديموقراطية و العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص, كلها مطالب لحركة واحدة. وعليه نكتشف أن هناك نوع من التناقض, مما يجعلنا نشكك في مصداقية حركة 20 فبراير ... إذن رغم تقاطع الأفكار و المواقف و الآراء تجاه حركة 20 فبراير علينا جميعا أن نكون حذرين لأن هناك أيادي انفصالية و راء حركة 20 فبراير تحاول خلق الفتنة و استغلال الوضع الراهن, علينا أن نكون أكثر واعيا و نعترف أن التغير الحقيقي يجب أن يكون من أساس سليم وديمقراطي عبر الانتخابات التشريعية، وعبر التصويت عن النزهاء من الأحرار المغاربة الوطنيين، وعبر عدم بيع أصواتنا بالمال، وعبر عدم إعطاء رقابنا لمن يسعى إلى تكريس نهج المصالح الشخصية و معاكسة طموحات الشعب المغربي الحر ... لنحاول أن نصلح ذواتنا أولا و نساهم في توعية و تكوين جميع فئات المجتمع لكي نصل إلى الهدف المنشود دون خلق بلبلة و فتن, و لا نترك الفرصة لأعداء الوطن من البوليزاريو و الاستخبارات الجزائرية لتشتيت شمل المغاربة والسخرية منهم وذلك فقط من أجل تصفية حساباتهم و تأثير على الشعب المغربي ... وفي الأخير أقول يحيى المغرب بملكه وشعبه وأرضه ...