جماعة دار بنقريش التي تنتمي بشكل ملحوظ في موارد اقتصادها الى موارد العالم القروي القائم على الانشطة الفلاحية و التعاونيات الأهلية المرتبطة بما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي و التضامني ، تبدو في حاجة ماسة هذه الايام مع صعود المجلس الجماعي الجديد الذي يعرف عن اعضائه روح المواطنة العالية و شدة غيرتهم على تراب الجماعة و حرصهم على المصلحة العامة للسكان ،الى تحريك كل المساطر و الاجراءات التي تضمن حماية الموارد الاقتصادية المعتمدة بالجماعة ، و في مقدمتها حماية المساحات و الأراضي المخصصة للنشاط الفلاحي من زحف الاسمنت و الأجور عليها بطريقة عشوائية (انظر الصورة كنموذج)، و كذا البحث عن مصادر الدعم لفائدة الفاعلين في ميدان الانتاج الفلاحي و تنويع أصنافه من خلال الاستفادة من آليات دعم الاقتصاد الاجتماعي و التضامني التي توفرها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي انطلقت سنة 2005 ، و الآليات القطاعية التي تطورت موازاة مع وضع مخطط المغرب الأخضر و البرامج التي تشرف عليها وكالة التنمية الاجتماعية . فضلا عن تنظيم لقاءات و ايام دراسية تصب في اتجاه توعية الفلاحين بأهمية قطاع الفلاحة في انعاش اقتصاد الجماعة ، خصوصا وانه يوجد على تراب هذه الجماعة مجموعة من التعاونيات الفلاحية و التي تعتبر مبادرات رائدة في الميدان تحتاج الى المحافظة على البنية اللوجستية الضامنة لاستمرارية هذه التعاونيات و تطورها في افق تحسين دخل الفلاحين و تكوين السواعد و الاطر العاملة و الزيادة من المنتوج الفلاحي و تأمين تسويقه على اوسع نطاق . و يمكن الاشارة في هذا الصدد الى "تعاونية تمزقت " لتربية النحل و انتاج العسل و تعاونية "نوارة عين الحجر" لإنتاج الزعفران و الاعشاب الطبية و العطرية . و التعاونية الفلاحية لدار بنقريش و التعاونيات الخاصة بإنتاج زيت الزيتون و غيرها ، و هي على كل حال محدودة العدد ، غير كافية بالنسبة لتنشيط الدورة الاقتصادية بمنطقة بنقريش . و مع ذلك ، فهذه التعاونيات اعتبارا لدورها الهام كقاعدة اولى نحو توسيع دائرة الاقتصاد الاجتماعي و التضامني و أثرها الطيب على دخل المستفيدين منها ، يجب تكثيف من وجودها داخل تراب الجماعة و حماية الفضاءات الطبيعية التي تشتغل فيها حتى تصبح دار بنقريش قطبا في مجال هذا النوع من الاقتصادات بدلا من أن تبقى مجرد منطقة تتميز بزراعة معاشية ضعيفة الإنتاج مقابل تساقطات مطرية مهمة تعرفها طيلة السنة . و من هذا المنطلق ، فإن جماعة دار بنقريش في حاجة إلى تدابير وقائية في مجال حماية بنية اقتصادها التضامني و تنميتها الفلاحية بالرغم من كونها كعديد من الجماعات الاخرى التي تتقاسم معها نفس الخصوصيات الديموغرافية و الاجتماعية ، تعرف حركة عمرانية و اقبالا متزايدا على السكن ، و هذا أمر طبيعي ، غير ان ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب الامكانيات الفلاحية للجماعة ، و لا على حساب رصيدها الايكولوجي أو أن يتم بشكل عشوائي و غير معقلن ، و انما يجب أن يتم في اطار برامج التأهيل المجالي و التعمير المهيكل الذي يحول دون فوضى الانتشار الاجور الاحمر المدمر للبنية الفلاحية التحتية للجماعة و رصيدها التنموي في مجال الفلاحة و المزروعات . فهل آن الاوان لتدخلات حازمة تقطع مع كل الظواهر السلبية التي تعد اعتداء على البيئة و المجالات الحيوية الحاضنة لاقتصاد الجماعة و مستقبلها الفلاحي ؟