لا يكاد مستعمل الطريق الرابط بين تطوان و بنقريش يصدق نفسه ، و يصدق كونه ما يزال حيا داخل سيارته و هو يواصل السير نحوهدفه ،الا بعد عناء و جهد ، و استعمال اقصى ما يملك من اعصابه في تثبيت سيارته و مقودها امام ضغط الهواء و الحجم الكبير لسيل أسطول الشاحنات العملاقة التي تنقل شحنات الحصباء الى بعض الموانئ بالمنطقة .. و تملأ عليه افق الطريق من امامه و خلفه ، و تلقي عليه برذاذ من حمولاتها و أتربتها و حصبائها ،بل و تضيق عليه هامش الطريق الضيق أصلا التي توجد في وضع ردي ْ، باستثناء بعض المقاطع التي تم إصلاحها مؤخرا .. و الغريب ان الطريق المستعملة و التي يعود تاريخها و هندستها الى زمن الاستعمار الاسباني لم تكن قد صممت بحسب حجمها و سعتها و جودتها بالرغم من الأشغال الترقيعية التي تهم إصلاحها في فترات متقطعة ، لهذا النوع من الشاحنات العملاقة التي نزلت منذ ما يزيد على سنة بأسطولها الرهيب تمسح الأرض ليل نهار بمعدل سرعة جنونية من قبل سائقيها الذين يوجد أغلبهم في سن الشباب و ربما المراهقة الفكرية . و السؤال الذي يطرحه الكثير من مستعملي هذا المقطع من الطريق الذي يعد شريانا حيويا بين ساكنة قرية دار بنقريش و مدينتهم تطوان التي تبقى دائما مجالهم الأساسي للعمل و التسوق و متابعة الدراسة و غير ذلك من الأنشطة و الاحتياجات ، هو : متى سينجلي هذا الخطر المحقق الذي نزل كالبلاء يهدد حياة المواطنين مستعملي الطريق من سكان تطوان و جماعة بنقريش ؟ و متى سيشرع في الاشغال التي يعد بها المخطط المستقبلي للطرق السيارة بالمغرب خاصة ما يتعلق بالمحور و الخط الرابط بين تطوانشفشاون و فاسمكناس كي يتسع الطريق للعربات العملاقة بما فيها اسطول الشاحنات الكبرى .. الشبح الأسود المخيف ؟