احتضنت مدينة تطوان خلال يومي الجمعة والسبت ندوة دولية من تنظيم فريق البحث في القيم والمعرفة وماستر التربية والدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان بشراكة مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي والمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية في موضوع التعليم العالي والبحث العلمي في الدراسات الإسلامية رؤية استشرافية في ضوء التحولات المعاصرة. وهكذا احتضنت قاعة الأفراح جنة بلاص أشغال الجلسة الافتتاحية والجلسة الأولى فيما نظمت باقي الجلسات بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل. وقد حضر هذه الندوة نخبة من الباحثين والأساتذة والمهتمين بمجال الدراسات الإسلامية من المغرب ومن مجموعة من مختلف الجامعات بالدول العربية والإسلامية. افتتحت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس جامعة عبد المالك السعدي د. حذيفة امزيان رحب فيها بالحضور ومذكرا بالمسار التاريخي الذي قطعته شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية منذ نشأنها بداية ثمانينيات القرن العشرين. ثم تابع الكلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحسن الداودي بعرض كرونولوجي لمسار شعب الدراسات الإسلامية ما بين القديم المتمثل في التدريس بالقرويين وببعض المعاهد الأخرى. والحديث المتمثل في شعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية وما أسهمت به في تخريج أفواج من المتخصصين في العلوم الإسلامية مبينا كذلك ما تقوم به الوزارة اليوم في إطار الإصلاح الجامعي من توجيه لهذه التخصصات لتقوم بدورها في تنزيل الرؤية الدينية لجمبع مناحي الحياة في المجتمع ومبرزا كذلك تشجيع الوزارة للبحث العلمي والياته في هذا المجال. كلمة الأمين العام للمعهد العالمي للفكر الإسلامي د.عمر كسولي ركزت على مدى اهتمام المعهد بالدراسات الإسلامية بحثا وتأطيرا عن طريق إسهامه في عملية التدريس ببعض المعاهد العالمية في أوربا وأمريكا ودول شرق أسيا. هذا بالإضافة إلى كلمات كل من د. سعيد قنطري عن المدرسة العليا للأساتذة بتطوان الذي ركز حديثه بدعوة هذه المؤسسات للمساهمة في مجال البحث العلمي لإيجاد الحلول للمشاكل المعاصرة. وكذا كلمة لرئيس مركز البحث في القيم والمعرفة د. خالد الصمدي. وكلمة باسم اللجنة التنظيمية لسعيد الزاهري أستاذ المعلوميات المتخصص. وقد تم تكريم عميد شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية د. محمد بلبشير الحسني ود. محمد الكتاني على مجهودهما الواضح في إحداث هذه المسالك بالجامعة المغربية.ثم تم توزيع شهادات اعتراف للباحثين المشاركين وهم ذ. الشاهد البوشيخي ود.فتحي ملكاوي ود.عبد المجيد النجار الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذه الندوة الدولية. بعد ذلك ابتدأت أشغال الجلسة العلمية الأولى في موضوع الدراسات الإسلامية رؤى وتوجهات عامة ترأسها د. توفيق الغلبزوري وتدخل فيها كل من د. محمد الكتاني الذي ركز على رصد الأهداف العامة لخلق شعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية. ثم تدخل د.فتحي ملكاوي لرصد آفاق البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية وما يجب أن يقوم به من أدوار داخل المجتمع. فيما اهتم د. بلبشير الحسني بمجال مناهج العلوم ومدى إسهام الفكر الإسلامي بصفة عامة في توجيهها والدعوة إلى مواصلة الاجتهاد والتأصيل لهذه المناهج. فيما ذهب د.عبد المجيد النجار في محاولة الإجابة على سؤال حول لماذا التعليم العالي في الدراسات الشرعية في إطار المشروع الحضاري الإسلامي الشامل. وفي المساء استأنفت اللقاءات بجلستين ثانية وثالثة خصصتا لعرض التجارب الدولية في التكوين والبحث في الدراسات الإسلامية بعدد من جامعات العالم العربي والإسلامي شارك فيهما جملة من الباحثين الوافدين من مختلف الجامعات العربية والإسلامية من تركيا والجزائر وتونس وفرنسا واندونيسيا بالإضافة إلى المغرب. بينما خصص يوم السبت لعقد جلسات عمل متوازية وزعت على خمس ورشات هي: التكوينات الجامعية في الدراسات الإسلامية وعلاقتها بالتنمية والبحث العلمي في الدراسات الإسلامية وعلاقته بالتنمية. واستراتيجية التنسيق بين الدراسات الإسلامية وباقي التخصصات الجامعية. وبناء المناهج الجامعية في الدراسات الإسلامية في ضوء تحديات الواقع المعاصر. وتطوير طرق التدريس الجامعي في الدراسات الإسلامية. عرفت حضورا كبيرا للمشاركين والباحثين بأسلاك الماستر والدكتوراة بمختلف الجامعات المغربية.