مباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحراء بين الخضراء والحمراء
نشر في تطوان بلوس يوم 06 - 11 - 2014

تتراءى شامخة من علياء تطل منها نافذة طائرة تربط الدار البيضاء بالعيون ، يرنو منها وافد يتطلع لحصد أكبر عدد من سنابل معلومات تصله من حصاد الحقيقة المؤكدة على أرض الواقع تصحح ما يُتداول في الشمال من أقاصيص ربما زركشتها خيالات عقول لا تكلف خلايا مكوناتها عناء التدقيق إن كان المروي صحيحا (ولو في الأدنى) أم مجرد أقاويل تتناقلها ألسن ألِفَ أصحابها الجلوس لساعات داخل مقاهي النميمة المنتشرة مؤخرا عبر المملكة .
الصحراء قيمة مضافة لمن احترمها وتعامل معها بأدب جم ودخلها بفؤاد سليم ونوايا حسنة وحياها على العقيدة السمحة بنبل ، إذ هي الأصالة الأصيلة ، ومن جذور أزمنة التكوين الحق آتية ، بلا مقدمات، اللهم فرض الوجود بما يرضي مقامها المعبر عن جدارة بما يؤثر في النفوس النقية التقية لتظل المظاهر عاكسة للألباب ما تخفيه أو تعلنه العهود المبرمة مع التاريخ وخدامه من إقدام مفعم بالتضحيات المسطرة عن قيم رفيعة ومبادئ قويمة للإبقاء على حماس الدفاع عن اختيارات اصطحبت الأهالي ليكون الشرف شرفا والعزة عزة والكرامة كرامة مهما اصطدمت بإغراءات الحداثة وخزعبلات التقدم المبني على الانحلال والغش والمفاسد وافتراءات الديمقراطية الهشة والسياسات المصبوغة بلون النفاق المؤدية دورها لصالح مصالح من يلعبون في الساحات المستغلة من طرف الانتهازيين والوصوليين العاملين كالطابور الثالث للملعونين الأباليس في أي زمن بئيس.
الصحراء انطلاقا من العزيزة كلميم وعاء البدايات المصيرية عبر الأحقاب إلى "الطاح " للانتقال من العمق إلى السطح ، فضاء لا يحده تخطيط عشوائي ولا يحكمه برنامج استعجالي ، بل مساحة صامتة حتى اللحظة منتظرة في تجلد رهيب ما عسى الأيام ترتب له لصحوة المغفلين المروجين للسلم الاصطناعي لحزم أمرهم من جهة ، واستعداد أصحاب القرار المحلي لمواجهة تحدي المستجدات المتجهة صوبهم بتؤدة شديدة الوقع على المواقع المذكورة، من جهة أخرى ، وهذه المرة ، المحاسبة ستكون مرة ، بلا دخل للجزائر أو حلفائها على الإطلاق .
لك المبادرة يا عامل السمارة
علاقة بموضوع إجراء مسح وجرد شاملين لمواقع الفن الصخري بالإقليم والعمل على تسجيلهما في الفهرس الوطني للنقوش الصخرية ، وتماشيا مع التشريعات والقوانين الوطنية والدولية الضامنة لحماية هذا الموروث (القانون 22 – 80) المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات ، الصادر بالظهير الشريف رقم 1.80.341 في 17 صفر 1401 (25دجنبر 1980)، وكذا القانون 19-05 القاضي بتغيير وتتميم القانون 22-80 ، والقانون 07-22 المتعلق بالمناطق المحمية ، وكذا الاتفاقات الدولية (باريس 1972 المتعلق بحماية التراث الثقافي والطبيعي ، تطالب جمعية "ميران لحماية الاثار" بالعمل على إجراء عمليتي مسح وجرد شاملتين لمواقع الفن الصخري وكذا العمل على تسجيلها في الفهرس الوطني للنقوش الصخرية طبقا لتوصيات اللقاءات والمؤتمرات الوطنية والدولية في هذا الشأن ، كتوصيات إعلان "السمارة" المنبثق عن الورشة الدولية (أكتوبر 2010)، واليوم الدراسي ب "كلميم" (السبت 18 يناير 2014) ، وكذا لقاء الرباط الأخير (19 مارس 2014) والذي تمخض عنه ما اصطلح عليه " المخطط الإستعجالي للنهوض بالفن الصخري و حمايته ، وكذا بعض الاجتماعات المحلية ، كاجتماع "السمارة" (25فبراير 2014) لتدارس آليات تطبيق وتفعيل توصيات اليوم الدراسي بكلميم ، وكذا لقاء "العيون" يوم 07/07/2014 المنظم من طرف اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فرع العيونالسمارة . وعليه فإن الجمعية تطالب بإجراء هذه العملية كوسيلة أساسية لحماية هذا التراث كحق ثقافي إنساني وجبت حمايته ونقله للأجيال القادمة في أحسن صورة . لقد ثبت بالملموس من خلال تجارب العديد من الدول أن حماية هذا الإرث تنبني على التعريف بقيمته الثقافية العلمية السياحية التنموية ، وهذا هو الهدف الذي نرومه من خلال عمليتي المسح والجرد التي سيسهر عليها باحثون ومتخصصون في هذا المجال ، والتي ستبرز أهمية هذا الموروث عبر الكتابات والتقارير التي سينجزها الباحثون، مما سيعطيه إشعاعا أكبر يجعله رافدا من روافد التنمية ويساهم في تسخيره لخدمة الوطن والمواطن ، فالمكونات الموروثة لعبت في بلدان عدة أدوارا طلائعية في دفع عجلة التنمية .
... بهذه الرسالة الموجهة إلى عامل الإقليم من طرف السيد سيدي محمد مولود بيبا ، رئيس الجمعية المذكورة ، نجد المدخل لعدم المبالاة المسيطرة على عقول نوعية من حكام محليين لا هم لهم سوى الحضور مهما كان موصوفا بالسلبية الفائقة الداعمة أساسا للتطور صوب الخلف ليس إلا ، ما قيمة الحاضر إن بُني على إتلاف الماضي وعدم احترام القوانين المتعلقة باختصاص ما نحن بصدده ، شخصيا حضرت لعين المكان والشمس حارقة لما يتحرك في الظهيرة لألج بناية مشيدة بأحجار المنطقة المائلة للسواد والآيلة لأسوأ مصير بعنترية رئيس جماعة يجهل قيمة ما بداخلها وما فاه به في حق المتطوع لحراسة داك الكنز الفني الإنساني الذي لا يقدر بثمن . المساحة عبارة عن كتاب صخري نقش فيه إنسان تلك العصور الممتدة على مليون سنة ، ما عايشه في محيط بيئته ، فكان لزاما على الدولة العناية به عملا بالمحافظة على التراث الإنساني ، وأن لا تتركه لقلة تستهوي الثرثرة ، وضياع الوقت انتظارا لآخر الشهر لتتلذذ بمرتب سخي لا تستحقه أصلا
... من كان مثله استقبل الآخر مشرق المحيا برؤى الاطمئنان المفعم بشيم الرجولة الفذة المغذية لمساحات هذا الفضاء الصحراوي الشهم الشريف بما يمنح القدرة دفاعا على قيم الخير والمودة والألفة لطيبة صناعة الباري الواحد الأحد الفريد الصمد سبحانه مهما الوجود برغبته وحكمته وإرادته الإلهية امتد ، زرته في ضيق زمن مرتين فما فارق ابتسام الكريم مظهره المعبر صادقا عن جوهره، تعانقه العفة ، وتحتضنه العزة ، وتلفه الكرامة بستائر الحياء الإنساني مذ كان على الفطرة صبيا ، دارسا متدرجا في عالم التحصيل المفيد صبيا يافعا فشابا خبَّرته البيداء بكثبانها ، وهرولة جمالها حيث العشب أو ما ينموا متحديا قسوة المناخ ، وريقات مثقلة بحبات الرمال الطاهرة في أرض متعتها الشمس بحرية الاسترخاء مع سكون تضفي عليه الليالي الخالية النجوم والقمر هالة من الهيبة المُقدّرة عند عشاق صانعي المجد ، المُعجب بهم التاريخ من القدم وحتى البارحة وأنا أغادر مكانا اسمه "الطاح" سجد فيه حمدا لله السلطان العلوي الراحل الحسن الأول . طبعا أتكلم عن الرجل الذي تربي بأخلاق الإسلام ، وربى عياله وذويه على نفس النهج السليم القويم ، فظل كالنخلة يزداد علوا ، كلما تصدى لها ريح عمد استئصالها ليخلو له جو القحط حتى يتحكم في النكساء البسطاء المغلوبين على أمرهم للأسف الشديد ، نخلة أصيلة جذورها في ثرى تمنح دراته قوت الحياة بأمر صاحبه ومالكه الحي القوم ذي الجلال والإكرام ، محروس على عمق ، غير مكتشف للآدميين الآن لحكمة مقدرة بصعيد لا يفتته بأس ولا يصهره غير المرخص لذلك بعناية فكرية خارقة مستمدة من نور معلومة من ملكها فاز الفوز العظيم ، قال لمن جاء بعد 75 مرحبا عن طيب خاطر وليس قهرا أو انتقاصا من تركيباته ، ومنذ اللحظة لم يمد يده لموظف برتبة عامل أو أكثر ، اقتات من نتاج عرقه ، محافظا على مقامه المرفرف عليه علم المخلوق الخاضع لحكم الخالق وليس لأحد سواه .
... اصطحبته معي لنقطع ما يقارب الأربعة ألاف كيلومتر لنتعلم من بعضنا البعض دروس التحام الشمالي بالجنوبي في دولة أولها كآخرها نفوذا ترابيا على عهد واحد في مواجهة أعداء السلام الفارين من الرحمة والوئام المتمسكين بأبالسة النقمة والانتقام ، المشردين عن اختيار ممسوخ، أساسه باطل بإغراءات أوهام طائشة منفوخ ، ما سايره حتما وسط المستقرين على هدى العقل الرزين يدوخ .
... ونتبادل نفس القناعة ، أن العيب كامن فيمن دبروا أمور بعض الجهات الحساسة بعقلية لا ترتبط بالأمكنة المقصودة بأية صلة ، بل تكرس حالات لا مناص من اعتبارها دخيلة تلوث الأبدان والأرض بما يصعب تنظيفه على أي مدى ظل فيه الحال على ما هو عليه في غياب الجدية وفقدان برامج إصلاحية ، أقولها وأنا المسؤول عما أنقشه بالحبر الأحمر على بياض صفحات هذه الجريدة (الأمل المغربية) بلا وجل أو خوف إلاّ ممن أوصلني لهذه المكانة وهذا المكان ، جل علاه ، المهيمن الجبار العليم الحاكم السامع المجيب لا إله إلاّ هو ، منه بداية البدايات وإليه نهاية النهايات .
... طبعا أتكلم عن السيد امبارك باني صحراوي من صلب صحراوي ، فضفاض ملبسه ، فصيح لسانه ، قانع بما كسب عن حلال .
للرجال في الصحراء شيم تبدو للوهلة الأولى ميسورة الإدراك متواضعة شكلا وبخاصة لمن لا يعرف الحقائق معرفة مباشرة وما عايش تلك البيئة المشبعة بثقافة شعبية - مجتمعية عز نظيرها في أمصار عدة ، لكنها في العمق تشبث وثيق بين هؤلاء الرجال الأشداء الفضلاء الشرفاء ، وفروض الكرامة وشروط تحقيقها عبر مسيرة العمر ومهما كانت الأجواء طبيعية أو تلك المبتكرة بفكر الإنسان واجتهاداته ومنها السياسية الصرفة ، علياء زرقاء وأديم مفروش بالأصفر وخيام وبر الإبل منصوبة في شموخ العزة، وشمس الحرية تحرس المساحة طوال النهار، ونجوم ترسم خريطة طرق لسير القوافل في مأمن من التيه ، وصيحات تأنسها القبائل في شريعة عرف لا يبخس المتمسك به حقا من حقوقه ، الحياء سيد الموقف ، والكرم منبع التعامل ، والوفاء حس التعاقد ، والوفاق ضمير التقارب، والتواضع عند المقدرة وعاء التراحم ، والتضامن التلقائي سر التواجد الوهاج على الأرض الخصبة كالقاحلة ، بالمروءة لا فرق على الخير والمودة اللقاء كالفراق ، حليب مالح مشروب في لذة يتقبلها جوف تربى على مص رحيق الأجود والأطيب بالحلال ، ولحم نوق يُطبخ بلا زيت اصطناعي ولا بهارات مضافة ، ضامن للشبع دون جشع ، وصلاة حمد الواهب الرزق بقلوب خافقة بالطاعة لخالقهم جل علاه لا إله سواه ، حمدا يفوق تعداد حبات رمال بيد الأرض جمعاء.
... حلّت الحضارة بالمقلوب المعاكس مهدا لشبه الحداثة، إنتاجا لكل عادة ملوثة، لكن الأصيل بقي أصيلا كالنخلة لن تعط تفاحا يُقَارَنُ لونه بتورد وجنتي حسناء في مقام لا يحترم النساء، وإنما ثمر يتغذى على حلاوته الأتقياء من فقراء وأغنياء. بقيت الصحراء بأهلها بيتا نظيفا وعقلا نيرا ونتاجا فكريا حميدا محمودا، النماذج كثيرة، والعينات جد متوفرة، منها الأستاذ سلامة هلال الرافع لواء القناعة ، (في زمن اتخذ كل مجامل لحصد المنافع الشخصية قناعا، يغطي ولو مؤقتا محياه خوفا على نفسه مما يتخيلها تدهمه كمجاعة ) فعاش سيد نفسه محبوبا من طرف مجتمعه ، أخاله مبتسما رغم بكاء قلبه في شجاعة ، عن حال تحول هزبر المرحلة الآنية هرا ، والذئب فيها السيد المتحدث المسموع الآمر .
... في الصحراء داخل إقليم العيون قرى لجماعات محلية ، محلها من الإعراب قائم ببضع بنايات توحي بفراغها أن أمرا غير عادي طالها ، أو متروكة لجديد يُنتظر وقوعه في يوم ما بشكل ما ، قرى كالمسماة "تاروما" التي وصلتُها للتأكد من صحة "معلومة" ، قبل الإفصاح عنها أود أن أشكر من استقبلني هناك بحفاوة مبرهنا أن الصحراويين لهم من شجاعة التعبير عما يحسونه من غبن أصابهم بسبب احتقار بعض السلطات المحلية لهم وتدخلها فيما لا يعنيها أصلا واستعمالها أسلوبا كان المفروض أن ينقرض في تلك المقامات ، لكن شح الرقابة وغض الطرف على مظاهر الفساد جعلت مما لا ضمير لهم يشعرون أن المناسبة سانحة لهم ليتصرفوا كما شاؤوا ضد القانون والأخلاق والمسؤولية التي يتحملونها للإسف الشديد ، وكان على عامل الإقليم أن يتجول في مثل المواقع دون إخبار أحد بغرض التوصل لمعرفة من يعرقل ومن يساهم في استقرار البلد بوطنية مُثلى وغيرة المؤمن الساعي لخدمة مجتمعه بالتي هي أقوم ، بدل أن يظل نفس العامل قابعا في مكتبه يتبادل الحديث البيزنطي مع خلانه الذين قاسمون ذكرى طفولته في "كلميم" أو ما جاورها من جهات يكن لها المحبة التي لا يُلام عليها أصلا .
... قرية "تاروما" صرفت عليها الدولة المغربية الملايير بفكرة تجميع الصيادين من أبنائها ، لكنها تخلت لسبب ظل مجهولا عن تشييد رصيف بحري صغير يتمكن بواسطته هؤلاء إنزال قواربهم بيسر للبحر لمزاولة حرفة الصيد ، وأمام هذا الموقف اللامفهوم لدى 111 صياد تجمد كل شيء وبقي المكان مشلولا بالكامل ، اللهم ما استقر منهم في مساكن جديدة حُوِّلوا لها بتعويض لم يناسب البعض فضلوا حيث كانوا يتنقلون بحثا عن الرزق إلى جماعة "المرسى" ذات الأهمية على مستوى المنتوج البحري الذي سنتطرق لخباياه مستقبلا بمشيئة الرحمان . الشيء الجميل في هذه القرية مدرستها الابتدائية المبنية على الطراز الرفيع بمساحة محترمة ومتوفرة فيها جميع الخدمات ، والأجمل أن المؤسسة برمتها وتكاليفها وأطرها الأربعة (ثلاثة نساء ورجل) إضافة إلى الأستاذة فطيمة دكيش التازية الأصل (كمديرة) موضوعة رهن إشارة 21 تلميذا وتلميذة لا غير، وبذلك تكون الوحيدة من هذا الصنف على مستوى التراب الوطني .
تكدس بائع الفواكه بين طرقات مدن الصحراء الكبرى لا يعني أن الأهالي امتزجوا بما يُطْلَبُ منهم بطُرُق غير مباشرة ، البائعون هم من مغاربة الداخل كما يُطلق عليهم هنا ، الصحراويون ظلوا منزهين عن مثل المظاهر القائمة على احتلال الملك العمومي ليكونوا تحت رحمة المطاردين لهم من شرطة وقوات مساعدة ، يرون أن الأرض فسيحة مؤهلة مثلهم لتقبل استثمار أوسع وأهم من عرض فواكه بين الدروب واصطناع ازدحام لا يليق والبيئة المحلية المتعودة على امتداد الرؤية انطلاقا من نقطة معينة إلى أخرى شبيهة بما يُتداول فيها أنشطة توازي ما يُستخرج من عمقها أو ما يُصطاد من شطئانها المفعمة بما يغذي ربع بشر الكرة الأرضية يوميا وعلى مدار قرون إلى ما شاء الله .
سياسة إشغال الناس بهاجس المخاطر المحدقة بالمنطلقة من "تندوف" الجزائر، لم تعد مُجدية البتة ، فطرق الاتصالات المتاحة من الشبكة العنكبوتية رفعت حواجز السرية وفضحت ألاعيب الدهات مهما كان مقامهم أو قدرهم من المسؤولية التي تحموها انطلاقا من الدفاع عن مصالحهم . الجزائر لن تستطيع وحدها فرض أي شيء هنا لتنعم بما تحلم به من اكتساب ممر أرضي يوصل منتوجها النفطي أو ما تبقى من غازها إلى الضفة المقابلة للأمريكتين ،الشمالية وبها كندا، والجنوبية حيث تتكدس الدول الناطقة بإسبانية جبهة البوليساريو ، البساط يُسحب بتؤدة من تحت حكومتها بقوة القانون الدولي وحكم لاهاي في المقدمة والمصوتين كانوا بنعم لصالح المملكة المغربية، وتخلي بعض الدول الإفريقية عن مسايرتها طرح بوتفليقة (شفاه الله) ابن مدينة وجدة المغربية البار وأحد تلامذة حلاق لا زال حي يُرزق في شارع مراكش بنفس مدينة زير بن عطية التي كانت أحن عليه من جزائريته ذات وقت .
... الصحراء ليست كرة تتقاذفها أرجل مصالح مؤقتة أو قارة، مَنْ يعتقد ذلك فهو واهم لا يعرف جذور الصحراويين ولا يتبَيِّنُ ما هم قادرون على فعله إن جد الجد، فكان الأجدر أن يتغير الأسلوب الذي أرادت به داخلية الحكومة حسم الأمور ليندمج هذا بذاك في جو من الاطمئنان على مصائر ذاك وهذا ، صرف المال ليس وحده الكفيل بإخضاع أقلية تتمكن بدورها في سياقة أغلبية للاستكانة في مذلة واحتقار، وما هو واضح ميزان في الساحة ثقل كفة الباطل فيه لا يُبشر بالخير على الإطلاق .
... عصابات ظهرت في الأفق كل لها خدام وأعوان تُصرفُ لهم مبالغ تغنيهم عن العمل إلى حين خروجهم للعبث الممنهج الغرض منه تبليغ الدولة رسالة يكون الجواب عليها مقرونا بسخاء العطاء إدراكا لإبقاء الحال على ما هو عليه قائم ، ويكفي مساءلة ميزانية "الإنعاش الوطني" لمعرفة أسرار تبذير الأموال العمومية على مسخرة إسكات البعض وكأن كلامهم إن نطقوا به سيفصل الصحراء عن الوطن ، ويقذف بالمغاربة هناك إلى عمق المحيط الأطلسي .
... لا أريد الإفصاح عن المبلغ المهول الممنوح للآلاف
على شكل (CUARTILLAS) وترجمتها عن الاسبانية بُطَيّقَةًً تصغير بطاقة ، إذ يكفى المبلغ في إنشاء مصنع لاستيعاب ألف عامل كل ثلاثة أشهر ، فبدل أن يُعطى الشغل يُزود المعني بالمال ليصرفه وهو ممدود ليتربى على الكسل أو إخراجه بعد مدة من بيئته التي تربى عليها ، الأكيد أن مَن سن هذه الظاهرة / العادة له نصيب وافر مما يُصرف عليها والأيام بيننا لإظهار صدق ما ندعيه وأمرنا لله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام .
... في نقاش مع مسؤول في ولاية العيون طرق سمعي ما حكاه لاستخلص عبرة ترجمها فيما سبق وذكرته .
... إبان الإحصاء طرق مكلف بالعملية دار أسرة فانبرى راعيها مستفسرا من الطارق ؟ ، ولما علم أنه المكلف بالإحصاء خاطبه :
لا يهمني هذا الأمر فأنا جزائري
بعد يومين بلغ لعلمه أن المسؤولين شطبوا على اسمه من قائمة المستفيدين من بُطَيِّقَةِ الألفي درهم ، فاتجه صوب مقر الولاية محتجا فواجهوه بنتيجة ما فاه به بكونه جزائري وما عليه إلا الرحيل لتلك الدولة حتى يتوصل بنفس المبلغ .
... تمنيت لو انطلقت السلطة وعلى رأسها الوالي في حملة استفسار الناس عن الأسباب الداعية لتدمرهم ، لتتيقن هذه السلطة أن العيب ليس في الأهالي وإنما في فيها وعلى رأسها ابن المنطقة للأسف الشديد ، لكن لا حياة لمن تنادي ، العيون بسكانها في وادي وهؤلاء الحكام المحليين في آخر ، وبينهما نجد مجلسا بلديا برئيس لا يبالي لا بذاك ولا بتلك ، منشغل بسياسة حزبه وخارج ذلك فليشرب من شاء وكيفما شاء من الساقية الحمراء وانتهى الأمر. المعادلة كما رأيناها في حاجة لتعديل حتى يُقام العدل على أسس عادلة أما الوضعية المعاشة حتى كتابة هذه السطور يتحرك وسطها مَن ينهب بغير رقيب ومن يتفرج ولا قدرة له على تغيير المنكر ومن يحرس كي لا تضيع الصحراء ، لذا من واجب واجبات الدولة أن تراجع حساباتها قبل فوات الأوان ، الصحراويون سيحبون وطنهم إن أحبهم هذا الوطن ، وسينفرون منه إن استمر الحال مهما كان المجال ، وكفانا صمتا على ما يجري انطلاقا من كلميم إلى العيون ، هذا الخط المليء بحفر المتآمرين على استقرار المغرب ووحدته الترابية ، لا يغرنّكم ما تشاهدونه نقلا عن شاشات تلفازاتنا خلال المناسبات ، الواقع لا يطمئن المخلصين الأوفياء لمغربهم العزيز ، الضبابية المطلقة تهيمن على المدى القصير ، والعقول أوعية تصورات تتحول في أي لحظة لما يُعبر عليه بالانفجار التلقائي ، "كلميم" التي منها البدايات الإيجابية والسلبية عبر التاريخ القديم والمعاصر تحتضر، ونتضرع إلى العلي القدير أن لا تنطلق منها أيضا نهاية من نهايات . "العظمي" العامل أو الوالي ، لم يستطع مسك الملفات الضخمة التي لا زالت عالقة، و يتعامل معها كممثل للحكومة بقوة القانون . وأتذكر ما كان يخاطب "عمي صالح الجزائري" من إذاعات الرباط ووجدة وطنجة من خلال برنامجي " صوت الحق" و"منبر الحقائق" الموجهين لتوعية الشعب الجزائري الشقيق ويُطلعه على مخاطر ما يتهيأ بإيعاز من حكومة الراحل "هواري بومدين" و انجاز جماعة البوليساريو بمشاركة "العظمي" نفسه، إنطاقا من 76 لغاية 78 ، لا زلت أسترجع ما كان يفوه به "عمي صالح" في حق الأخير الذي اعتقدَ أن المغاربة (وهو ابن كلميم منهم) يفقدون الذاكرة بعد حين ، لذا كان عليه أن ... كان على "العظمي" الاشتغال بأسلوب مغاير لما اتبعه في "كلميم" حتى الآن بصفته ابن البلد لا ضيفا بحكم المنصب عليها ، بلا انحياز لقبيلته ولا قبيلة غيره ، ويُفَرِّق ما غنمه في الجزائر وقتما كان من مرتزقتها مُلحقا الأذى بأبناء وطنه ، وما حصده في المغرب من منافع وصلت مرتبة تمويل معامل ومصانع توظفُ ما تكدَّس في كلميم والجوار من معطلين ارتبطوا بالمغرب مذ وُلدوا إلى أن صاروا يتحصرون على زمن يُعطي المغامرين خدام أعداء أصلهم ولو لمرحلة ، وينبذ المسالمين الصامتين على ضياع حقوقهم حتى صاروا واللاشيء وهم من الآدميين لحما ودما يتناقصان من أجسادهم الطاهرة وأنفسهم البريئة الشريفة يوما عن يوم ، أن يتقاسم معهم ما حصل عليه بسببهم ليكفر عما بدا منه في لحظة طيش عاشها بشهادة الدولتين المغربية والجزائرية معا ، أقول هذا ليس حقدا ولا كراهية ولكن خدمة لحقائق وثوابت لن يستطيع الفرار منها ما بقي على وجه الأرض .
... طبعا الصحراء بعمق مفهوم القضية التي نعنيها دون الخوض في التفاصيل ليست كلميم ، لكن جل المسؤولين عن الصحراء هم من كلميم ، ولحساسية الموضوع أن الوحدة الترابية منزهة عن أي حديث يُفَصِّل للحاصل يصل ، كل جزء داخل تلك الوحدة هو الوطن ملك الأمة المغربية العظيمة حيثما تواجد ولو فرد منها وانتهى الأمر .
... ما كان على "كلميم" أن يكون على رأسها أحد الأكثر تعرضا للنقد بما غنم ولا زال على أكثر من مجال ، انطلاقا من خلفية أكثر تعقيدا مما يتصوره غير المدركين لتلك البداية ، وما صاحبها من ممارسات لا تستحق كل التعويضات الممنوحة بعضها من عرق الشعب المغربي العظيم وليس من جيوب أحد ، لذا حان الوقت أن يوضع لمثل هؤلاء الحد الفاصل بين الاكتفاء أو العكسي من الأداء .
... مشكل الصحراء جلي بيّن ، وحلها واضح أيضا ، أن تنهض الدولة للقيام بواجبها المؤتمنة عليه أمام الله والأمة المغربية والقانون ، وتخاطب من استغل كرمها حتى ظهر العيب ثمنا على المغاربة جميعهم أداؤه وهم أبرياء تمام البراءة منه ، إذ أصبح تجاوز هؤلاء المستغلين البشعين شعارا لأعدائنا يرفعونه لدى المحافل الدولية برهانا عما اعترى الموقع من فساد غير مسبوق ، جعل من الصحراء بقرة كل ما فيها يُمْتَصُ رحيقه حتى قرونها ، وكلما تكاثر التكالب عليها ازدادت نحولا وضعفا لغاية تركها هيكلا مصابا بكل العلل مُوصَفا بالاعوجاج ، وانه لمن العار تركها فريسة بين أيادي في النهب والاستهتار بحقوق الدولة لا ترحم إلا أصحابها ، الجدران المشيدة في العاصمة "العيون" لا تعني شيئا أمام العقول المتجولة بينها وما تنتجه من أفكار كلها غضبا يشق طاقات الصبر المرتبطة بأمل تحسن الحال وانجاز الخلاص من "قلة" لم تشبع بعد وضنت أن المغرب دولة وأمة لم يعد له القدرة على مواجهة حفنة من المفسدين الطلقاء على أرض الصحراء يلوثونها بروائح فضائحم التي طالت أنوف القائمين على هيأة الأمم المتحدة تزكمها .
... كان على الدولة شرح ما قام به الوفد الذي اصطحبه والي العيون للولايات المتحدة الأمريكية مترجما ، كمقدمة لتحقيق معمق شامل تقوم به، يحدد أسباب الفشل المصطحب تلك التحركات ، غير المُدرَكة لدى العديد من المتتبعين الأكفاء للقضية وليس الهواة من سياسيي آخر زمن ، إن كانت مدرجة في خانة تنسيق بين وزارتي الداخلية والخارجية ، أو يتحمل مسؤولية إخفاقها مستشار للملك وحده ؟؟؟، نفسه الذي صرح خلال آخر زيارة قام بها للعيون ، بأنه لن يسكت عما وصلته المدينة والناحية بتدبير من (...)
... أعتقد أن العملية تولدت عن ارتجال غير مدروسة نتائجه إن أصبحت سلبية بالكامل اغتنمها الخصوم للدلالة على تخبط الطرف المغربي في فراغ وخلو ابتكار ذاكرة من يهمه قيادة العملية الموجهة للمحافل الدولية تُبعد عن الملف الأصلي أي مشاكل إضافية أخرى تُضيع على المغرب وقتا آخر في متاهات جديدة لا تنفعه بالقطع .
... متصدعةٌ توجهات أصحاب الطرف الثاني، غير المستفيدين مهما أقعدهم التأني، على أقصى دُرْجٍ في سُلَّم التمني ،إذ مياه الساقية الحمراء عائدة السيلان لمعانقة الأطلسي ورمال ضفتيها ستتخلص ممن في المحاسبة الصارمة الآتية أصبح في القائمة القاتمة الثاني ، ونزولا إلى "الداخلة" حيث الازدحام على السمك زاغ عن حده بدليل رسم بياني ، يلوح به صلاحاء يستحقون على مواقفهم كل التهاني. وصعودا (مرة أخرى) حيث "كلميم" الهشة البنيان ، متى عزم من عزم اختصار الطريق بشق صخور وادي يقسم المدينة شطرين أحدهما استوطن الغضب ساحته والمقابل فاق يأسه بما ورث من هموم وويلات كل الأحزان .
... هكذا بساط البسيطة الصحراوية ، فسيفساء من الجور والغبن ، تُحَسُّ بالعقل وتُرى بالعين ، من اصطنعوا البهجة منظرا في صورة مناسبة رقص الأعيان ، لن يكرروا الضحك على شعب العاشق وطنه من قديم العصور والأزمان ، غير المحتاج لبندير الحداثة أو القفز كالقرود على إيقاع ما يُشترى بالدرهم في سوق المذلة والهوان ، وزغاريد نسوة مظهرهن كمن ينشر للحظة الذوبان، مع الضياع أغلى إعلان، وجوهرها بكاء على حالات لم يشهد مثل مفاسدها عبر الدنيا أي إنسان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.