منذ مدة وجيزة عرف قطاع التجارة بعمالة المضيق / الفنيدق استفحالا منقطع النظير وبمباركة السلطات المحلية والمتمثلة في قائد المنطقة التي يتواجدون بها الفراشة وبتأييد أيضا من باشا المدينة كما تباركهم أيضا عامل العمالة ، مما جعل التجار بالأسواق المهيكلة والمنضمة تسارع الكساد والأزمة بفعل الانتشار المكثف لهذه الفئة الخارجة عن القانون ولم يستفيد منها صندوق الدولة ولو سنتيم يتيم بل يكلفها ذالك مجهود كبير في جمع النفايات التي يخلفها خلفهم الفراشة ، ضف لذالك يساهمون يشكل كبير في احتلال الملك العمومي وغلق الشوارع عن آخرها في وجه السيارات وإن تمكنت هذه الأخيرة من عبور الشارع يجعلون الفراشة من المواطنين عرضة للمخاطر بفعل السيطرة الكاملة والمطلقة على الرصيف العام والمخصص للراجلين ، هذا الوضع المزري التي أدارت سلطات العمالة بالمضيق وسلطتها المحلية ظهورهم له وتركت التجار الذين يخضعون لدفع سنويا واجب الكراء للمحلات التي يكترونها وكذا دفع الضرائب لخزينة الدولة. فما حدث في بحر هذا الأسبوع بمدينة الفنيدق إلا القليل ما يعيشه محور عمالة المضيق / الفنيدق حيث تجار سوق المسيرة قرروا الخروج بدورهم لعرض بضائعهم بالشارع العام على غرار الفراشة المدعومين من السلطات المحلية وتبنيهم من قبل جمعية ما ، لكن تجار المسيرة كما يقال : ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، بل حظهم العاثر كان هذه المرة في إنزال مكثف وقل مثيله في عدة مواجهات أخرى والأخطر من هذه ، هذا الإنزال كان بألوان الطيف : من قوات التدخل السريع ( السيمي ) والفرقة المتنقلة ( المخزن ) وأفراد الكومندوس ، هذا الإنزال المكثف كل من شاهده يعتقد أنه سيواجه ما يسمى ب ( الإرهاب ) وليس مواطنون مغاربة معروفين لذا هذه الجهة كل فرد بفرد ويدافعون عن حقهم الذي يمنحهم إياهم القانون كما يمنحهم الدستور حق الاحتجاج السلمي ، هذا ما كانوا يعتقدون تجار سوق المسيرة فعله لإيصال مشاكلهم للجهات العليا بالبلاد جلالة الملك ولحل مشاكلهم التي أثقلت كاهلهم بفعل الانتشار المكثف ( بالفراشة ) وإغلاق كل منافذ سوق المسيرة مما يجعل المتبضعون يتبضعون من خارج أسوار السوق ، لكن حلمهم لم يكتمل في عرض سلعهم بإحدى شوارع المدينة ، وبذل حل مشاكلهم والاستماع لهمومهم ألقت السلطات المحلية القبض على مجموعة من التجار لتطلق سراح البعض منهم بعد رفض المحتجين فك احتجاجهم إلا بعد إطلاق سراح المعتقلين لكن السلطات المحلية سلمت المعتقبين الآخرين لفرقة الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان ليتم لإطلاق سراحهم بعد ذالك . بعض الجيهات المدعمة للفراشة تفيذ أن هذا القطاع يمتهنه المحتاجون والضعفاء ويشغلون عددا كبيرا من اليد العاملة ، بل الحقيقة أن من يمتهن مهنة التجارة المتجولة ( الفراشة ) أناس لهم ما يكفيهم من المال وليس محتاجين كما يقول البعض ، بل يتوفرون على محلات كبيرة يستأجرونها بالفنيدق لتخزين بداخلها بضاعتهم التي يأتون بها من الدارالبيضاء ، والصنف الآخر يتوفرون على شاحنات محملة بالسلع ليتم توزيعها على الفراشة الذين يعملون تحت إمرته . فعلى سلطات الفنيدق فتح تحقيق شمولي ونزيه في وضعية الفراشة لترى من المتضرر من العملية هل هم المتضررين وعلى حق أم أن تجار سوق المسيرة هم على صواب ويدافعون عن واجبات الدولة من الضرائب .