افاد محمد معزوز الباحث المغربي خلال مداخلته حول الاحزاب السياسية بالمغرب والدولة ، ان المشهد السياسي بالمغرب عرف تحولا كبيرا من فترة الحماية الى بناء الدولة الجديدة حيث اصبحت الفاعل السياسي الوحيد الذي يتحكم في مقاليد الامور عبر رسم الاستراتيجيات وتنفيذ الخطط و عرفت هذه الفترة انفراجا لمجموعة من الاوراش والاصلاحات واصبحت الدولة حاضرة بكل قونها لمعالجة مجموعة من الملفات كالمجال الحقوقي وهيئة الانصاف والمصالحة في حين تحولت الاحزاب الى الة تتحرك في محيطها الضيق وتقاعست عن دورها المنوط بها لدى الجماهير علما كان ادءها السياسي قويا ابان فترة مابعد الحماية حيث كشفت عن وجودها الريادي في تحقيق مجموعة من المطالب السياسية كاطلاق سراح المعتقلين السياسين ، وتساءل نفس المصدر خلال هذا اللقاء التواصلي الذي نظمته الأمانة العامة المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة بأصيلة مساء يوم السبت 25 يناير 2014 ، وبحضور عدد من المهتمين بالشأن السياسي والثقافي بالمدينة : - هل تتجدد الدولة ام مازالت تنطلق من مفهوم الدولة العميقة؟ - هل هناك مسافة بين الدولة والاحزاب ام هناك تداخل واستمرارية؟ - هل هناك تفاوت ام تعادل في الادوار التي يؤديها كل منهما؟ - ماهي ميكانيزمات اشتغال الدولة ؟ وفي هذا السياق خلص محمد معزوز الى مرحلتين، الاولى سماها بالدولة الدولتية، وأهم مميزاتها استعمال الحزب كوسيلة للتحكم من طرفها، بينما المرحلة الثانية من تطور هذه العلاقة فقد سماها بمرحلة الدولة الجديدة، التي تميزت خلالها الاحزاب بتراجع مكانتها ووزنها في الحياة السياسية المغربية، يعكس ذلك بروز ظواهر من قبيل لجوء الدولة إلى خدمات التكنوقراط ، ظهور ما يشير اليه الكثيرون بالدولة العميقة أو حكومة الظل ، وتشابه الأحزاب وضمور تمايزها الايديولوجي والفكري. إن هذا المشهد الحزبي الذي يصفه عضو المكتب السياسي لحزب الاصالة والمعاصرة ب"الركاكة الحزبية" ستنتهي يوم يعود الحزب في المغرب الى انتاج مناضلين يحملون مشروعه الفكري ويعملون على تفعيله والدفاع عنه. كما أن ذلك يتطلب عودة الاحزاب الى التمايز ايديولوكجيا بالتزامها بالوضوح الايديولوجي والفكري، وبعودة السياسي الى لعب دوره الحقيقي، والحفاظ على الاستقلالية الحزبية. ان كل ذلك يتطلب جيلا ممانعا من المناضلين، يعملون على تفعيل مبادئ وقيم الديمقراطية، وتتطلب ارادة سياسية لدى النخب الحزبية لتحافظ على سيادة احزابها وتحصينها بمشروع سياسي وفكري وايديولوجي يعكس مقاربتها لقضايا المواطنين. وادار النقاش الامين المحلي لحزب الاصالة والمعاصرة باصيلة عبد الله اسرى الذي اكد بدوره ان هذا اللقاء ياتي في ظرف سياسي وفكري هام حيث تظل الصالونات الفكرية في حاجة ماسة لطرح مثل هذه القضايا للوقوف على كل المستجدات الحزبية بالبلاد واضاف الامين المحلي انه ان الاوان لتدبير الشان الحزبي وجعله يمارس دوره حتى يساهم في البناء الحقيقي للديمقراطية ومسايرة كل التطورات الراهنة في هذا المجال .