بدأ العد العكسي لمباراة إياب نصف نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، التي ستجمع فريق الوداد الرياضي بضيفه اتحاد العاصمة الجزائري، يوم السبت المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء بداية من الساعة الثامنة ليلا. ويمني النفس فريق الوداد الرياضي، لتجاوز عقبة الفريق الجزائري لبلوغ المباراة النهائية، بعد 5 سنوات عن آخر نهائي في عصبة الأبطال الإفريقية خاضه الفريق سنة 2011 وخسره ضد فريق الترجي التونسي، علما أن الأندية المغربية لم تتوج بلقب هذه الكأس القارية منذ 17 سنة، وسيحاول الفريق "الأحمر" الإستفادة من عاملي الأرض والجمهور لتحقيق الإنتصار، لكن مهمته لن تكون سهلة في مباراة "فخ" أمام فريق جزائري عنيد، بعد نهاية مباراة الذهاب بالعاصمة الجزائرية بنتيجة "ملغومة" على إيقاع التعادل بدون أهداف. وفي السياق ذاته، قد يكون الحسين عموتة مدرب فريق الوداد الرياضي محقا في انتقاده للجنة البرمجة التابعة للعصبة الوطنية الإحترافية، لعدم تأجيلها مباراة الوداد الرياضي ونهضة بركان برسم ثمن نهائي كأس العرش إلى موعد لاحق، خصوصا إذا علمنا أن منافسه في مباراة يوم السبت فريق اتحاد العاصمة استجابت الجامعة الجزائرية لكرة القدم، لطلبه بتأجيل مباراتان له عن الدوري الجزائري على التوالي ضد فريق اتحاد الحراش كانت مبرمجة يوم 10 أكتوبر الماضي، ومولودية الجزائر يوم السبت المنصرم، لتفادي إصابات اللاعبين والتحضير بشكل جيد لمباراة إياب نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية. وبالتالي، وجد الحسين عموتة مدرب فريق الوداد الرياضي نفسه في موضع حرج خلال مباراة إياب ثمن نهائي كأس العرش في ظل مجموعة من الإكراهات، مما فرض عليه منح الفرصة لبعض اللاعبين الذين تنقصهم التنافسية وإيقاع المباريات، تجنبا لأي إصابة للاعبيه المسجلين في لائحة "الكاف"، التي أضحت تضم 20 لاعبا فقط من بينهم 3 حراس للمرمى. ومن جهة أخرى، سيكون فريق الوداد الرياضي مطالبا في مباراة الإياب بنهج أسلوب لعب مغاير لسيناريو مباراة الذهاب، والمغامرة أكثر من الناحية الهجومية بتقدم الظهير الأيمن عبد اللطيف نصير والظهير الأيسر بدر كادارين إلى الأمام، بحثا عن التفوق العددي لإيجاد مساحات فارغة في منطقة عمليات الفريق المنافس لخلق فرص سانحة للتسجيل، مع أخذ الحيطة والحذر من التمريرات الخاطئة وإهدار الكرات "الثانية"، بسرعة التحول من الهجوم إلى الدفاع لتفادي المرتدات السريعة للفريق المنافس. وهنا يمكن القول أن فريق الوداد الرياضي تطور بشكل ملحوظ على مستوى منظومته الدفاعية، وهذا راجع إلى سرعة تحول لاعبيه في الخط الأمامي من الناحية الهجومية إلى المساندة الدفاعية لسد جميع المساحات على المنافس، لكن ينبغي على فريق الوداد الإشتغال أكثر على الكرات الثابتة أو"الإستراتيجية" عند أهل الكرة على المستوى الدفاعي، بعد أن تلقت شباكه هدفين من كرات ثابتة في المبارتين الأخيرتين ضد فريق نهضة بركان، عن مسابقة كأس العرش. بالمقابل، يجب على فريق الوداد في مباراة الإياب الصبر عند بناء العمليات الهجومية، عبر الإستحواذ على الكرة وضبط إيقاع اللعب، وترجمة فرص التسجيل إلى أهداف في مباراة ستلعب على تفاصيل صغيرة، بنهج الضغط العالي على حامل الكرة في منطقة المنافس، بداية من حارس مرمى الفريق الجزائري محمد الأمين زماموش الذي اضطر في مباراة الذهاب، إلى إخراج 3 كرات خارج أرضية الملعب عند الضغط العالي من لاعبي الوداد، وأيضا إيجاد "التنشيط" الهجومي المناسب لترجمة "الأوتوماتيزمات" بشكل فعال إلى أهداف في منطقة عمليات الفريق الجزائري، بالإعتماد على سرعة الجناح الأيمن محمد أوناجم والجناح الأيسر اسماعيل الحداد، وقوتهما في الإختراق عبر الأطراف، وتوظيف أشرف بنشرقي كمهاجم غير صريح بدل اللعب بمهاجم صريح، كالإيفواري داهو نيكيس غيلوم الذي يفتقد إلى اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي الأخير، سيكون جمهور فريق "وداد الأمة" كما يحلو لعشاقه تسميته، اللاعب رقم 1 في مباراة يوم السبت المقبل، لتشجيع ومساندة الفريق بأهازيجه وشعاراته التي ستصدح بها حناجر أنصار"الوينرز" الفصيل المساند للنادي، طيلة 90 دقيقة بدون توقف، لحجز بطاقة العبور إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية.