لم تخطئ وزارة العدل والحريات عن وضع منشور على جدران المحكمة كتب عليها القضاء في خدمة المواطن، فعلا كان الإعلان في محله، فحين تقصد المحكمة الابتدائية لتطوان تجد مجموعة من القضاة يستقبلونك ويرشدونك وهم يبتسمون لما يقدمونه لك من إرشادات ونصائح، بل بعضهم لا يعتبر نفسه قاضي بل خادم مصالح المواطنين، والنموذج من رئيس محكمة الابتدائية الذي يعتبر القاضي الأول لها، يستقبل المواطنين عند باب مكتبه، وهذه الخصلة قليلة وربما انعدمت في هذا زمانا. وحسب مصادر من داخل المحكمة فإن هذه الأخيرة تتميز بقضاة شباب يتمشون مع الواقع ويحسون بمعانات المواطنين الذين يقدمون تظلماتهم لها، حيث يتعاملون مع القضايا بكل جدية وسرعة ممكنة، حتى صارت محكمة الابتدائية لتطوان يضرب بها المثل من بين المحاكم، نظرا للقضايا المعالجة خصوصا في ميدان القضاء الاستعجالي الذي يعد اختصاصها لرئيس المحكمة شخصيا، حيث ينظر في شكاياته في أقرب الأجل ليكون مطابقا لاسمه لاستعجالي. أما الموظفين التابعين لسلك القضاء، فقد امتاز بسلوك طيبة يعملون جهدا دون تعصب أو ملل من أجل ارضاء المواطنين، وهذا رجع إلى منبع المياه، أي إلى رئيس المحكمة الذي يتفقد الموظفين والمصالح التابعة له في كل مرة بل في كل حين ، ليكون في المستوى المطلوب. فهل ستتخذ المحاكم الأخرى النموذج من تطوان لتتعامل مع المواطنين؟ أم أن لكل قوم عاداتهم؟