رجل بسيط ومتواضع ، مثقف ومناضل ، شخصية متميزة ، يحظى بمحبة واحترام وتقدير الجميع . ازداد بمدينة تطوان سنة 1927 في بيت عريق في الوطنية والجهاد ، بيت علم وفقه . تلقى دراسته الابتدائية بالمدرسة الخيرية الإسلامية أولا ، ثم بالمدرسة الأهلية التي تخرج منها ، ثم التحق بالمعهد الحر وأحرز على شهادته الثانوية ، كما أحرز على شهادة الامتياز الشرفي من الخليفة السلطاني مولاي الحسن بن المهدي . ترعرع في أحضان حزب الإصلاح الوطني ؛ حيث التحق بفريق الأشبال وهو ابن عشر سنوات ، ثم بالفتيان وعمره خمسة عشر سنة،وترأس خلية الحزب بالربض الأسفل . وكان عضوا بإحدى خلايا الحزب السرية . كما كان المسؤول المشرف على طبع وتوزيع النشرات الحزبية ، ورائدا لإحدى الفرق الكشفية . إن الحياة النضالية لهذه المعلمة – الأستاذ الصفار، كما هو معروف في هذه المدينة – لاتستوفيها الصفحات ، لأن حياته كلها نضال ... فإلى جانب نضاله المباشر ضد المستعمر، ساهم أيضا مع رجال الحركة الوطنية في نشر التعليم ؛ فكان من رواد التعليم الحر بتطوان حيث أسس رفقة إخوانه أعضاء " جمعية الطالب المغربية " مدرسة الشعب ومدرسة مولاي الحسن ومدرسة الأميرة عائشة ومدرسة الأميرة فاطمة التي أصبحت تحمل اسم مدرسة الفضيلة . فتولى إدارة مدرسة مولاي الحسن بحارة كديوة الشجر من سنة 1949 إلى سنة 1951 ، ومدرسة الأميرة فاطمة من سنة 1951 إلى سنة 1953 ، ومدرسة الفضيلة من سنة 1953 إلى الآن ، تلك المدرسة التي استقرت أخيرا بمقرها الحالي بالمشور السعيد بعد أن تنقلت عبر عدة منازل بالمدينة القديمة ، والتي اقترن اسمها باسمه حيث صارت تعرف لدى العامة بمدرسة الصفار ، وهو يعرف بمدير الفضيلة ، وتحولت بالنسبة إليه إلى كينونته . كما كان الأستاذ عبد السلام الصفار عضوا مؤسسا لهيئة " اتحاد الطلبة " بتطوان ، وعضوا مؤسسا لجمعية " الخيام " و " الاتحاد الفني " بتطوان ، ومن مؤسسي " دار الندوة " و " جمعية قدماء المعهد الحر " و ... ومن مؤسسي " جماعة الصفار " ... وفي سنة 1968 أحرز على وسام الرضى من الدرجة الممتازة . ومن سنة 1961 وهو يحظى بثقة أبناء تطوان ، حيث انتخب عضوا في مجلسها البلدي ثلاث مرات ؛ فكان خلال فترات انتخابه وخارجها ، وفي جميع الاجتماعات على مختلف الأصعدة ، خير مدافع عن المدينة ومآثرها ، وحضارتها وأهلها . بل كان يستغل جميع الفرص المتاحة للقيام بذلك.