لحسن حظ عاطل مغربي من حملة الشهادات الجامعية العُليا أنه لما أقدم الصيف الماضي على إحراق نفسه أمام البرلمان حظي بفرصة أُخرى في الحياة وبوظيفة ولم يلق نفس مصير محمد البوعزيزي في تونس الذي توفي وان أفلت بلاده من القبضة الحديدية لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويقول ع.ب الذي أضرم في نفسه النار الصيف الماضي أمام البرلمان المغربي احتجاجا على بطالته لرويترز "البوعزيزي جر معه بلاده الى ثورة وأنا كنت السبب في تشغيل نحو 1130 من حملة الشواهد العليا المعطلون في المغرب." وأضاف ع.ب الذي رفض نشر اسمه لسبب أن عائلته لا تعرف بما حصل له وأخبرها أن الحروق التي أصابته من الدرجة الثالثة والثانية والأولى بسبب حادث فقط "شعرت بالتهميش والظلم وأقدمت على هذه الخطوة ولم أكن أظن انني سأعيش بعدها." وقال"البوعزيزي أثار ضجة في بلاده وأنقذها من مخالب دكتاتور أما أنا فحتى الصحافة لم تلتفت لي وتكتب عني باستثناء جرائد قليلة." لكن البوعزيزي في تونس توفي لما أقدم على حرق نفسه ليجر بلاده الى مظاهرات دامت نحو أربعة أسابيع وأطاحت بالنظام الحديدي للرئيس بن علي الذي فر خارج البلاد. ويرى محللون وحقوقيون أن المغرب بمنأى عن هذه الوضعية لان المغرب يعرف حركات احتجاجية مستمرة. وتقول خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان "لكل بلد خصوصياته.. البلدان المغاربية تتشابه في تدهور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وقمع الحريات لكن يبقى لكل بلد مميزاته." وأضافت"في الجزائر لم تتخذ الاحتجاجات نفس منحى تونس وفي المغرب نحن نعيش من زمان على وقع احتجاجات كما أنه سبق وأن صب معطلون البنزين على أنفسهم دون أن تتخذ الاحتجاجات حجم تونس." وقالت "في تونس القمع كان لديهم أشد والنظام كان مفرطا في الدكتاتورية."