مرارا وتكرارا، نقل عن ادعمار رئيس جماعة تطوان، ترديده ودعوته، لمستشاري المجلس على اختلاف تلاوينهم السياسية، الكف عن الدخول في تفاصيل القضايا المطروحة للنقاش خلال انعقاد الدورات، وبينما تنص اختصاصات المجلس، كون الأخير، يتداول ويتدارس ويفصل في القضايا المجدولة، لما فيه خير المدينة وتنميتها، يرى رئيس بلدية منتخب من الشعب - ويا لمكر الصدف - أنه من المستحسن ترك التفاصيل، التي غالبا ما تختفي بها الشياطين، لداخل اجتماعات اللجان الداخلية المقتصر حضورها على الأعضاء فقط. وهكذا وفي خطاب متناغم، كان لافتا للانتباه تلك "الرؤية الجديدة" التي " زفها " نائب الرئيس، سعيد بنزينة، في اجتماع جمعه وأطر الجماعة يوم 4 فبراير 2013، حين أكد أن المكتب المسير، المكون تحالفه من حزبي، الوردة والمصباح، سيقوم ببعث دعوات حضور اجتماعات لجان المجلس الداخلية المزمع عقدها بشكل مكثف بداية من 7 فبراير إلى غاية 15 منه، تحضيرا لدورة فبراير الخاصة بالحساب الإداري، "دعوته" لكافة أعضاء المجلس الجماعي بدون استثناء..؟؟. رؤية المكتب المسير هاته، وإن كانت تبدو في مظهرها متماشية والخطابات المتكررة لبعض "العفاريت المحلية"، حول تواصلها الرائع ونهجها التشاركي البراق، إلا أنها ومن زاوية أكثر واقعية، تعتبر ماسة، بخصوصيات الدورات العمومية، حيث تفرغها من محتواها المتمثل في التداول ودراسة قضايا الساكنة بشكل موسع وتحت أنظار الجمهور، كمشهد يكرس حقيقة مفهوم الشفافية والوضوح في التسيير، وفي هذا السياق، فقد نبه الميثاق الجماعي : " أنه لا يسوغ للجان أن تزاول أي اختصاص من الاختصاصات المسندة للمجلس..". إذن، ألا يمكن اعتبار دعوة الرئاسة لكافة أعضاء المجلس، حضور اجتماعات لجان لها أعضائها المنتخبين، تطاولا على اختصاصات المجلس، أليس الأمر، محاولة يراد منها "امتصاص" مواقف المستشارين التي يمكن إثارتها خلال انعقاد دورة الحساب الإداري أمام الجمهور، ما يعنيه ذالك من تحكم " بمنسوب " كمية المعلومات والمعطيات، التي يمكن للمواطن الإطلاع عليها خلال انعقاد الدورات العمومية ..؟؟. كذالك، وعلى الرغم من أن القانون الداخلي لجماعة تطوان، أعطى حق حضور اجتماعات اللجان لأي عضو وإن لم يكن منتسبا لها، هذا المشهد، الذي لم يرد بالميثاق الجماعي وهو يحدد اختصاصات الهياكل والأجهزة المكونة للجماعات الحضرية، كما وأنه يجعل من انتخابات أعضاء اللجان الدائمة للمجلس، بدون أي معنى يذكر، قياسا بهذه الدعوة المطلقة " المشبوهة" . فإن نظام اجتماعات المجلس من جهته، قد حدد دعوة كافة أعضاء المجلس، بانعقاد دورات عادية أربع مرات في السنة، وأخرى استثنائية يدعو لها الرئيس كلما دعت الضرورة لذالك، وبالتالي فليس داخل نظام اجتماعات المجلس، ما اصطلح عليه المكتب المسير، " بدعوة كافة الأعضاء لاجتماعات اللجان" ..؟؟، زيادة على أن المشرع، شدد كون رؤساء اللجان، بحكم القانون، هم المقررون لأشغالها. عدنان المناصرة لتطوان نيوز .