برزت على السطح في الآونة الأخيرة بتطوان حوادث اغتصاب الأطفال والتحرش بهم، وأصبحت الجرائد الورقية والالكترونية زاخرة بأخبار الاغتصاب والتحرش الجنسي بالأطفال خصوصا أنها بدأت تتفاقم في الوسط التطواني يوم بعد يوم بشكل خطير وكان آخرها اغتصاب طفل بحي السواني بمرتيل من طرف عامل في البناء ومما يزيد من استفحالحا هو كونها ظاهرة صامتة نظرا للاعتراف التي تتوارثها الأسر. و غالبا ما يكون مصدر الاغتصاب بعض الأهل والمحارم. وقد أثارت هذه الظاهرة غضب الرأي العام والمجتمع المدني وتبني جمعيات حقوقية لمناهضته. وتشديد المتابعة القانونية لمرتكبي جرائم الاغتصاب في حق الأطفال وفي ظل هذه الأوضاع هذه يمكن طرح مجموعة من الأسئلة من جملتها هل جرائم الاغتصاب وما يواكبها من تحرش على الأطفال تندرج في خانة الانحرافات الفردية أم أنها نتيجة لسلوكيات لم يتداركها المجتمع؟ وفي نفس السياق سبق أن أكدت الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة لوسائل الإعلام عند نزولها إلى الشارع وجدت أن نسبة الأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب تتضاعف وأنها تستطيع التعرف عليهم من خلال طريقة مشيهم وكذلك كلامهم عن الممارسة الجنسية وتضيف أن معانات هؤلاء الأطفال تبدأ قبل لحظة اغتصابهم بكثير . وأضافت إحدى الباحثة الاجتماعية حول الأطفال في الوضعية الصعبة بتطوان أن نسبة الاعتداءات الجنسية في تطوان ونواحيها تشكل 18 % خلال الفترة بين 2000 و2009 بينما كشفت إحصائيات المرصد الوطني لحماية الطفولة أن المركز استقبل في نفس الفترة 3708 حالة اعتداء. في حين أكد المرصد للمنابر الإعلامية أن ٪80 غير مصرح بها لدى المحاكم والأسر تراهن على نسيانها . وتؤكد نفس الباحثة أن أسباب صمت الأطفال بعد الاغتصاب وعدم تصريحهم لأباءهم راجع إلى عدة عوامل منها: أن الطفل المغتصب يتولد لديه إحساسا بالذنب وتحميله المسؤولية كل ما حدث . وأيضا يتولد لديه الخوف من الشخص الذي اعتدى عليه والخوف من ردة الوالدين. و من بين أسباب التحرش الجنسي بالأطفال يؤكد نفس المصدر إلى أسباب عديدة يتقاسمها كل من الجاني و الأهل ومنها : تدني مستوى الأخلاق والنادب والسلوك الحسن في المجتمع وأن الأسرة تقليد العادات والأخلاق السيئة للمجتمع الغربي وتبتعد عن الأعراف المغربية و الدين الإسلامي . في حين يعتبر استخدام السيئ للتكنولوجية والإعلام بالاطلاع على المواقع الإباحية من أهم العوامل لهذه الظاهرة. وفي نفس الموضوع يقول عبد الحق الشعايري مدير المؤسسة التعليمية :" في ظل الظروف التي نعيشها؛ وضعف مبادرة الدولة في التصدي للظاهرة؛ واعتماد الجمعيات العاملة في هذا المجال على التجربة الغربية ؛ يجب على الآباء تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم؛ والتواصل معهم وتعويدهم الصراحة والوضوح والشفافية؛ وتبصيرهم بما يوافق سنهم بخطورة الاغتصاب؛ وتوعيتهم بضرورة الإبلاغ عن أي حالة تحرش يتعرضون لها سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة أو الشارع؛ ومنع أي شخص من الاقتراب من أجهزتهم التناسلية؛ وتجنيبهم لبس الثياب المثيرة للشهوات." نورالدين الجعباق