و أنت جالس تستمع إلى معاناتهم تحس بيأس داخلي ، تشعر بإحساس غريب و رغبة في البكاء ، ربما لأننا كنا نحلم بمغرب أحسن من هذا . أسوء شيء هو أن تسرق أحلام الفقراء و خصوصا عندما تكون هذه الأحلام بسيطة لا تزيد عن دكان من خمسة عشرة أمتار مربعة أو أقل بكثير في سوق بعيد جد أو حراسة مرحاض في نفس السوق ، أو حراسة ليلية ، أو حتى ما يسمى " مقهى" في نفس السوق ، تنقد 5 أو 6 أفواه مفتوحة تنتظر لقمة عيش بالحلال كل مساء. و أنت تستمع إلى هؤلاء تنسى أحلامك و همومك و تحس بحزن عميق ، جميل أن يحلم الإنسان بغد أفضل ، و لكن جميل أيضا أن يتحقق هذا الحلم إن كان في المستطاع تحقيقه هؤلاء لم يطلبوا " قطف الشمس " أو " قطع البحر " كما هو الحال في أحلامنا ، إنهم يطلبون أقل بقليل من أحلام الأخرين ، كنت أستمع إليهم و أسرح في بعض الأحيان فأستيقظ على أحزانهم . من أول وهلة تحس أن هناك شئ غير عادي ، حتى أرقام الدكاكين لم تعد متسلسلة فقد تم اقتلاع الأرقام و وضعها على دكاكين أخرى ، بطبيعة الحال بتزكية " لجنة المستفيدين" و من هم هؤلاء المستفيدين ، يقولها محدثنا بحسرة و يتنهد ؟؟؟ : دكان رقم 36 استفاد منه لاعب كرة القدم بفريق المغرب التطواني يوسف شحروت لا لشيئ سوى أن والده من أعضاء " اللجنة". الدكان رقم 21 إستفاد منه عبد الرحيم أوشن ، حاليا يشتغل بقطاع النظافة ، و قد إستفاد من توزيع الدكاكين أبوه و أخوه ؟. شخص أخر يدعى بادرياني إستفاد مرتين دكان رقم 97 و الدكان 137. سعيد و الأمين الحماوي أخوين إستفادا من الدكان رقم 80 و 81 يعيشان بمدينة مكناس ؟ و أحدهم باع الدكان قبل أن يتسلمه ؟؟؟ أما سعيد فله " فيلا " بحي سفير الراقي ، و دكان بمدينة بمكناس لبيع الملابس المستعملة بالجملة ؟؟. الدكان رقم 53 و 54 كانا من نصيب الأخوين نور الدين و عبد السلام العلوي اللذين لم نراهما منذ أكثر من 10 سنوات يقول محدثي ، و هما الآن يمتهنان بيع الهواتف المستعملة قرب الكنيسة بساحة مولاي المهدي . عبد الرحمن الربوق المستفيد من الدكان رقم 28 لا لشئ سوى أنه عضو في " اللجنة " رغم حداثة وجوده في السوق ؟؟ ، و قد استفاد أخوه أيضا من الدكان رقم 2 ، أما عبد السلام ، عبد الحميد ، عبد الله الربوق و كذلك سناء فهم أصحاب الملك الأصلي و يكترونه للفراشة أو " مول السرير " فقد استفادوا من الدكاكين 73-74-75- و 5. الدكاكين رقم 92-90-91-133-134-50-37 استفاد منها الأب محمد أقروش و الأبناء ، سعيد ، جمال ، فؤاد و حسن غير أن سعيد من كبار تجار الملابس المستعملة بباب سبتةالمحتلة ، و هو يمول السوق كله ؟؟؟ ، كان من الأولى أن يستفيد شخص أخر، يقول محدثنا بحسرة و أسف . يوسف دابون و عبد العزيز دابون ، إستفادا من الدكان رقم 50و الدكان رقم 37 ، علما أن لهما دكاكين في ملكيتهما في سوق الغرسة الكبيرة و لم يكونا في يوم من الأيام "فراش" أو أصحاب " السرير " ، و قد تعمدا إقحام تاجر في الائحة و بعدها اشتريا منه الدكان مقابل 30000 درهم ؟؟؟؟. بالنسبة للدكاكين رقم 16- 32-21-20 فُوتت لأشخاص إستفادوا من عملية توزيع الدكاكين في أماكن أخرى .؟ غير أن " اللجنة" تركت 2 دكاكين فارغة و تزعم أنهما سيستعملان للإدارة .؟ ظل صاحبنا ينظر إلي بحزن و هو يدخن سيجارته من النوع الرخيص ، تركته و هو مازال يفكر في باقي أرقام الدكاكين و أصحابها و قلت له نكتفي بهذا و سنلتقي في مهزلة أخرى ، لم أكن أظن أنه سيفهم شيئ من كلامي ، وقد رد علي، نعم إنها المهزلة يا إبني عندما يستثننا الفقراء أصحاب " السرير " و يتم التسجيل في اللوائح بالقوة و بإستعمال السلاح البيض ، و عندما يغيب من يحمي حق أصحاب الحق ، و هم لا حول و لا قوة لهم إلا الله سبحانه و تعالى ، و عندما تُسلم الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة . قالها هذه المرة و هو يبتسم بينما بدأ المؤذن يؤذن صلاة العصر ، رفع أصبعه نحو الجامع و قال لي ألم أقل لك . أبو خولة .