نظم المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتطوان مساء أمس الأربعاء 4 أكتوبر 2017، ندوة صحفية قصد تسليط الضوء على مشاكل قطاع الصحة بتطوان والنواحي والظروف الصعبة التي أصبح يشتغل فيها العاملون بهذا القطاع من ممرضين وأطباء، بدءا بالخصاص المهول في الأطر البشرية، مرورا بتهالك البنايات وعدم كفايتها لتغطية الطلب المتزايد على المستشفى وعدم صلاحية أو تقادم العديد من التجهيزات الطبية، ووصولا للخصاص في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية... واعتبر المكتب النقابي أن "السيل بلغ الزبى لأن الأطباء استنزفوا كل وسائل الضغط على الجهات المسئولة التي تواجه كل مبادراتهم بالتجاهل والمماطلة والتسويف"، وهذا ما دفعهم لتنظيم هذه الندوة "بحثا عن تحسيس الرأي العام بحقيقة وأسباب ما يحدث، وبحثا عن مؤازرة وسائل الإعلام وهيئات المجتمع المدني للضغط والعمل على تغيير هذا الواقع الصحي المزري". وقد تساءل المتدخلون عن مصير بناء مستشفى جديد يستجيب فعليا لحجم المنطقة وحاجياتها في مختلف التخصصات الطبية ويخفف العبء عن مستشفى سانية الرمل، حيث سجل المكتب النقابي باستغراب الغموض الذي يحيط بهذا المشروع الحيوي للمنطقة متسائلين هل سيتم إقباره في النهاية.. كما أثار المكتب النقابي قضية اقتناء سيارتين للإسعاف ثمن كل منهما 300مليون سنتيم ووضعهما في كراج المستشفى أمام استغراب الجميع بل الأدهى من كل هذا أن المستشفى لا تتوفر على سائقين لهذه السيارات؟؟ وفيما يخص طائرة الهيليكوبتر التي تعالت التهليلات حولها فقد أوضح المتدخلون "أن المواطن يجب أن يفهم أن هذه الطائرات العمودية ليست في ملكية وزارة الصحة بل هي في ملكية شركة خاصة تستأجر منها الوزارة هذه الخدمة بأداء ما قدره 150 طلعة بمبلغ 750مليون سنتيم، وهذه الطلعات تؤدى مسبقا استهلكتها المصالح الصحية أم لم تستهلكها"... بالنسبة للخصاص في الممرضين فقد كان مستشفى سانية الرمل سنة 2015 في حاجة ل87 ممرض وممرضة وكان حينها عددهم بالمستشفى 280، وعوض تزويد المستشفى بحاجياته من الممرضين تراجع عددهم حاليا لحوالي 220 ممرض وممرضة، أي أن العدد يقل عوض أن يزيد علما أن المستشفى يشتغل 24ساعة في اليوم ويستقبل المرضى من مناطق أخرى كوزان وشفشاون وتطوان وكل نواحيها.. ومن نتائج ذلك أن مواعيد العمليات تمتد لشهر أبريل2018 لعدم قدرة الطاقم الطبي المتوفر بالمستشفى وقاعات عملياته الأربع (بعيوبها التقنية) الاستجابة للطلب الكبير من المواطنين، ناهيك عن مصلحة المستعجلات بالمستشفى فتلك معضلة أخرى يختلط فيها الخصاص في الأطر والأدوية واللوازم الطبية، بالخطر الأمني، فلا يمر يوم دون أن تتعرض الأطر الصحية لاعتداءات جسدية ونفسية، ووابل من اللوم والسب.. كل هذه المعوقات مجتمعة نتج عنها واقع يفتقر للحد الأدنى من شروط الخدمة الصحية سواء بالنسبة للمواطن أو لظروف عمل الأطر الطبية من ممرضين وأطباء، الأمر الذي أصبح يخلق تشنجا خطيرا في العلاقة بين المواطنين والأطر الصحية لأن المواطن يرجع كل اللوم لهم لأنه يجهل الأسباب الكامنة وراء سوء الخدمة الصحية، أو التأخر في مواعيد العمليات أو عدم وجود الأدوية.. هذه الأجواء والشروط يقول أحد المكتب النقابي "تعيق عملنا وتؤثر على مردوديتنا علما أن أي طبيب منا يقوم بعمل أربعة أطباء وتجعلنا في مواجهة يومية مع المواطنين" ويضيف: "إن ما يحدث هو نتيجة سياسة حكومية فاشلة في قطاع الصحة هدفها رفع اليد عن القطاع والدفع التدريجي به نحو الخوصصة، ولكن بوضع الأطر الصحية في فوهة المدفع حتى يظهروا وكأنهم هم المسئولون عن تردي هذا القطاع" مؤكدا "أن قطاع الصحة بتطوان يؤدي ثمن فشل السياسة الحكومية في مجال الصحة"...