كل من يعمل على تحريف مطالب حراك الريف عن مطالبه واهدافه المسطرة من قبل قادته المعتقلين والمعرضين لأقصى العقوبات في حالة فشله ، ويدفع بهما إلى الارتفاع إلى سقف سياسي مرتفع عن طاقته، يصارع ويجابه مباشرة كل كيان الدولة ورموزها ، فإنه في اعتقادي يخدم مصلحة أعداء الحراك ومنطقة الريف . سواء كان من الفاعليين السياسين المباشرين يعرف بدقة ما يفعل ويريد أن يستثمر النتائج السياسية لما بعد الحراك لصالحه الشخصي او لصالح حزبه...او كانت جهة ذات نية طيبة ونضالية وصادقة، ولكنها في اعتقادي لا تستحضر : موازين القوى السياسية وغيرها المتحكمة في واقعنا العام ، وطبيعة الصراعات المتطاحنة راهنا في منطقة الريف ، وعدة شروط ضرورية عامة وخاصة، لا بد من توفرها في كل حركة جماهيرية وشعبية ،أرادت رفع سقف مطالبها السياسية لتحقيق أهدافها بنجاح . واعتقد أن الاستمرارية الاحتجاجية - النضالية والتنظيمية لحراك الريف، وتشبتها بمطلب إطلاق سراح كل المعتقلين، كشرط مسبق يتبعه الحوار بشأن مطالب هذا الحراك ، وقطع الطريق امام كل تجاره والمندسين باسم الدفاع عنه وعن معتقليه ، ذلك هو الانتصار الكبير الذي تتلوه انتصارات أكبر ، وفي نفس الآن هو أعظم جواب على كل هذا الكم الهائل المختلف المواقع والأصوات والهادف إلى أكل الثوم بفم الحراك الريفي ورجاته العميقة وتضحياته . فالمطلوب أولا من كل الغيورين والديمقراطيين تركيز النضال العملي على إطلاق سراح كل المعتقلين قبل أي كلام " ثوري جميل " أو تنظير إيديولوجي بعيد كل البعد عن الميدان الفعلي للممارسة . وذلك لكي لا تتكرر تجارب سابقة عرفت فائض من الكلام ورغم ذلك ظلت عائلات المعتقلين السياسيين تتعذب وتشقى لوحدها رفقة تضامن فعلي ودائم لعدد محدود من المناضلين كثيرا ما لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أو لا أحد . فالمرجو من فضلكم غرس ثومكم بأنفسكم وتضحياتكم وتناوله بفمكم !